من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· في منتصف هذه الليلة تبدأ سنة جديدة، ستكون على ما يبدو سنة المفاوضات في الشرق الأوسط. وقد بدأ مبعوثو السلام يعدّون العدة للانطلاق، وأخذ كتاب الوثائق بإعداد المسودات، بينما شرع السياسيون في حزم حقائبهم وشحذ ألسنتهم. مع ذلك كله فمن غير المتوقع أن تفضي هذه المفاوضات إلى نتائج حقيقية.
· في واقع الأمر، فإن التاريخ لم يشهد نزاعاً خطراً ومستمراً مثل النزاع في الشرق الأوسط، فقد كان حافلاً بالحروب وخطط السلام، بدءاً من مشروع روجرز الأول في كانون الأول/ ديسمبر 1969، إلى مشروعي روجرز الثاني والثالث، وحتى أيامنا الحالية. وهذه الخطط تشمل كل شيء وتشبه بعضها بعضاً.
· مَن يرغب في السلام بإمكانه أن يفتح أحد الأدراج ويتناول منه أي خطة من خطط السلام ويبدأ بتطبيقها. يمكن، مثلاً، تناول مشروع روجرز الذي رفضته إسرائيل، وكان ينص على الانسحاب [الإسرائيلي] إلى حدود 1967 والاعتراف المتبادل والسيادة والسلام. وها نحن لا نزال في المكان نفسه بعد مرور أربعين عاماً. وإذا كنا راغبين في أن نكون أكثر حداثة يمكن تناول خطة كلينتون [سنة 2001].
· لقد سبق أن مرّ رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية، بنيامين نتنياهو، بـ "انقلاب تاريخي"، ومؤخراً ترددت أخبار عن أنه على استعداد لمناقشة اتفاق على أساس حدود 1967 مع تبادل أراض وإجراءات أمنية. كما جرى تحديد جدول زمني للمفاوضات لمدة عامين. ودائماً يكون الحديث عن عامين، ثم يعلن في نهايتهما أنه لا يوجد شريك [فلسطيني].
· والحقيقة هي أنه لا يوجد شريك فلسطيني لأنه لا يوجد شريك إسرائيلي على استعداد لأن يقرن الأقوال بالأفعال. ويمكن القول إنه في اليوم الذي ستبدأ إسرائيل فيه بالعمل مع الفلسطينيين سيكون هناك شريك.
· في الآونة الأخيرة تم سحب سلاح مهم من تحت قدمي إسرائيل هو "الإرهاب". ومرة أخرى ما عاد في الإمكان وقف كل شيء بسبب "الإرهاب"، لأنه يكاد لا يكون هناك "إرهاب". لكن إذا لم يتحرك شيء فإن "الإرهاب" سيُستأنف.
إن المحك الأكبر للإسرائيليين هو الأفعال لا الأقوال. ولا شك في أن رفع الحصار عن غزة وإعلان تجميد البناء في المستوطنات بصورة مطلقة هما أهم من ألف صيغة. إن الذي يرغب في دولتين لا يقوم ببناء ولو حتى شرفة واحدة. من دون هاتين الخطوتين ستكون أي مفاوضات مضيعة للوقت. فهل ينوي نتنياهو تنفيذهما؟ ثمة شك كبير في ذلك.