الجيش الإسرائيلي سيستكمل الانسحاب من غزة قبل أداء أوباما اليمين الدستورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

يستعد الجيش الإسرائيلي لسحب آخر ما تبقى من قواته في قطاع غزة خلال هذا اليوم. وفي حال لم يطرأ تغيير في اللحظة الأخيرة، فإن الجندي الأخير سينسحب من القطاع قبل أداء الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما اليمين الدستورية في واشنطن، اليوم.

ويأتي الإخلاء السريع كجزء من تفاهمات تمت بين إسرائيل ومصر. كما أن "حماس" كانت على دراية أيضاً، في سياق محادثاتها مع مصر، بأن الجيش الإسرائيلي يخطط للانسحاب خلال فترة قصيرة، من المواقع جميعها التي احتلها، وأنه سيبقي على قوات نظامية كبيرة الحجم بالقرب من القطاع، كتهديد. وإلى جانب ذلك، ما زالت الطائرات الحربية الإسرائيلية في حالة استنفار عالية، استعداداً لتلقي أوامر بقصف مواقع تابعة لـ "حماس" في حال إطلاقها صواريخ [على إسرائيل]. ويهدد المسؤولون الإسرائيليون بتوجيه "رد غير متكافىء" على أي إطلاق جديد للصواريخ. وساد الهدوء التام أمس، ولم يُطلق أي صاروخ.

وقال مصدر عسكري رفيع لـ "هآرتس"، أمس، إن الاختبار الحقيقي لنتائج العملية ضد القطاع يكمن في "صاروخ القسام الأول". وفي رأيه، فإنه في حال لم تردّ إسرائيل بقوة وبحزم على أي استفزاز جديد من جانب الطرف الفلسطيني، فإن ميزان الردع الذي تشكّل في أعقاب العملية العسكرية سيتأكل. ولا زالت توصيات الجيش المتعلقة بالرد بقوة [على إطلاق الصواريخ] بحاجة إلى مصادقة القيادة السياسية عليها.

ومن المتوقع أن يبدأ الجيش الإسرائيلي بتسريح وحدات الاحتياط التي جُندت قبل أسبوعين. وتقول هيئة الأركان العامة إنها ترى الآن فرصة لإقامة آلية أفضل لمكافحة عمليات تهريب السلاح، بموازاة دفع المفاوضات بشأن صفقة إطلاق الجندي المخطوف غلعاد شاليط قدماً. ولأول مرة، يبدو أن مصر معنية بتقديم المساعدة في مكافحة عمليات التهريب كونها تعتبر "حماس" والسلاح الذي تملكه تهديداً استراتيجياً أيضاً.

وبحسب المعلومات الاستخباراتية فإن إيران تابعت ما يحدث في غزة عن كثب، وقبل أسبوع من انتهاء العملية خشيت من أن إسرائيل كانت على وشك أن تقضي على نظام "حماس". وإيران معنية الآن بتجديد تزويد "حماس" بالسلاح في أسرع وقت. وتبدي إسرائيل قلقها من إمكان قيام إيران بدفع حزب الله إلى تنفيذ عملية كبيرة خلال الفترة القريبة المقبلة، وذلك في محاولة للانتقام من إسرائيل على الهزيمة التي لحقت بـ "حماس".

وتقول التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية إن "حماس" كانت تستخدم قبل العملية العسكرية 250 نفقاً في رفح على حدود القطاع مع مصر. ويبدو أن نحو 80% من هذه الأنفاق دُمرت أو لحق بها أضرار جرّاء قصف سلاح الجو. وقدّرت الاستخبارات العسكرية، قبل بدء العملية، أن "حماس" تملك 2000 ـ 3000 صاروخ، ذات أمداء مختلفة. وقد أطلق نحو 600 صاروخ خلال الحملة، وتم تدمير 1200 صاروخ آخر في الهجمات الإسرائيلية. وما زالت الحركة تمتلك اليوم، على ما يبدو، بضع عشرات من صواريخ الكاتيوشا يصل مداها إلى 40 كيلومتراً.

وأقر الجيش الإسرائيلي بأنه استخدم في أثناء القتال في غزة قنابل فوسفورية. ويجري [في قيادة المنطقة الجنوبية] في هذه الأيام، التحقيق في استخدام هذه القنابل. وتؤيد هيئة الأركان العامة، استخدام قنابل "الدخان الأبيض" المغموسة بالفوسفور، وتدعي أن هذا الاستخدام جرى من أجل نشر سحب من الدخان هدفها حماية القوات، وهي لا تخالف القانون الدولي.

ومع انتهاء القتال بدأت تقارير القوات التي نشطت في الميدان تصل بشأن أحداث وعمليات غير عادية حدثت في أثنائه. ومن ضمن هذه التقارير، يتحدث الجيش الإسرائيلي عن ثلاث محاولات فاشلة لخطف الجنود. وقد نُشر عن إحدى هذه المحاولات لخطف جندي من لواء "غولاني"، في "هآرتس" قبل أسبوعين.

وأصيب أمس مستوطن إسرائيلي إصابات بالغة بعيارات نارية جراء إطلاق نار على سيارته بالقرب من مستوطنة "كوخاف هَشاحَر" التي يقيم بها.