· قررت إسرائيل أن تحوّلَ إيران إلى دولة نووية هو "خط أحمر"، وأن ليس في إمكانها أن تسلم بتحول دولة آيات الله إلى بلد نووي. ولقد اتخذ هذا القرار في إثر مداولات استراتيجية شارك فيها أصحاب القرار وكبار المسؤولين الأمنيين المهنيين. وهناك تلميحات علنية، هنا وهناك، إلى ذلك.
· إن المغزى من ذلك واضح، وهو حسم الجدل بين جهات كانت تطالب بعمل أي شيء، بما في ذلك شن عملية عسكرية، من أجل منع إيران من إنتاج قنبلة نووية، وبين جهات أخرى كانت تعتقد أن في الإمكان التسليم بتحوّل إيران إلى دولة نووية.
· كما أن هناك مغزى آخر فحواه ما يلي: إذا لم يسقط نظام آيات الله في العام المقبل، وإذا لم يقم الأميركيون بتوجيه ضربة عسكرية، ولم تفلح العقوبات في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، فسيتعين على إسرائيل أن تعمل بمفردها. وبكلمات أخرى يمكن القول إن استعدادات إسرائيل للجوء إلى الخيار العسكري، الذي يهدف إلى إحباط البرنامج النووي الإيراني، بلغت أوجها. إن هذا يعني أن هناك خطر اندلاع مواجهة حربية إقليمية في غضون عام أو عام ونصف عام.
· في الأسبوع الفائت قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، خلال جلسة مغلقة، إن هناك قيادتين مهمتين في الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي، هما قيادة الجبهة الداخلية وقيادة سلاح الجو. إن القصد واضح من هذا القول. وفي الأسبوع الحالي قال مصدر أمني إسرائيلي "إن الأميركيين سلموا بتحوّل إيران إلى دولة نووية، وهم يحاولون أن يقنعونا بأن نسلم بذلك، غير أننا لن نسلم".
· إن الخيار العسكري الإسرائيلي إزاء إيران هو السبب الذي يقف وراء إجراء محادثات مع سورية، في هذا الوقت بالذات. هناك أهمية عليا في تحييد سورية، على أعتاب اندلاع مواجهة إقليمية. ويبدو أن السوريين واعون لذلك أيضاً.