المشكلة مع "حماس" أنها تستغل التهدئة لتحسين استعدادها لجولة القتال المقبلة مع إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • يمكن القول إن إسرائيل و"حماس" ليس لديهما في الوقت الحالي أي مصلحة في فتح جبهة قتال في المنطقة الجنوبية، إلا في حال توصل أحد الجانبين إلى استنتاج أن إطلاق النار في الجنوب فرصة ذهبية لتأجيل جولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الشرق الأوسط إلى أجل غير مسمى.
  • وعلى الرغم من أن منطقة الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة بدت في الأيام القليلة الفائتة مشتعلة نسبياً، فإن التقديرات السائدة لدى المؤسستين الأمنية والسياسية في إسرائيل تؤكد أن العلاج المطلوب للموجة المتجددة من أعمال العنف كامن في ضربة عسكرية محسوبة بدقة يكون من شأنها أن تعيد الهدوء النسبي بين الجانبين.
  • وقد هاجت منطقة الحدود الجنوبية وماجت في اثر عدة محاولات فلسطينية لوضع عبوات ناسفة وقيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على من حاول وضعها وعلى متظاهرين حاولوا الاقتراب من السياج الحدودي، وإطلاق مزيد من صواريخ القسام على المستوطنات المحاذية للقطاع، ووصل الوضع إلى ذروته لدى قيام قناص فلسطيني هذا الأسبوع بإطلاق النار على أحد العمال الإسرائيليين وقتله.
  • ويقرّ كبار المسؤولين في إسرائيل بأنه مع ذلك، فإن حركة "حماس" لم تتخل حتى الآن عن الجهود التي تبذلها للحفاظ على التهدئة. وفي كل مرة تُظهر فيها حركة الجهاد الإسلامي علامات تمرّد تحاول "حماس" كبحها، ويبدو أن حركة الجهاد تقبل على نحو عام القواعد التي تمليها "حماس"، وتطلق القذائف الصاروخية فقط حينما تقوم قوات الجيش الإسرائيلي بالتغلغل في الجانب الشرقي [الفلسطيني] من السياج الحدودي.
  • ومعروف أن نشاط الجيش الإسرائيلي في الجانب الفلسطيني من السياج الحدودي يهدف أساساً إلى إحباط أي محاولة لوضع عبوات ناسفة والحؤول دون تصعيد الأوضاع الأمنية من جراء انفجار إحدى هذه العبوات، لكن النتيجة تكون أحياناً عكس ذلك تماماً وهي إطلاق قذائف صاروخية على الأراضي الإسرائيلية.
  • من الواضح أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع أن يتخلى عن نشاطه على طول منطقة السياج الحدودي، وبالتالي فإن هذا النشاط سيظل نقطة احتكاك ثابتة. غير أن قوة "حماس" الخاصة التي كانت منتشرة على طول هذه المنطقة من أجل إبعاد أي عمليات عسكرية [من الناحية الفلسطينية] عنها مشغولة في الأيام الأخيرة بمعالجة الأضرار التي ترتبت عن الأحوال الجوية القاسية التي اجتاحت المنطقة، الأمر الذي تسبب بانخفاض الرقابة المفروضة على المنطقة، لكن المسؤولين في إسرائيل يرفضون التقليل من مسؤولية هذه الحركة عن كبح أي عمليات تحرّش بالجيش أو بالمستوطنات المحاذية للقطاع.
  • مع هذا، فإن المشكلة الحقيقية بالنسبة إلى إسرائيل هي أن حركة "حماس" تستغل فترة التهدئة لتحسين استعدادها لجولة القتال المقبلة [مع إسرائيل]، فهي تقوم بحفر مزيد من الأنفاق المعدّة للهجوم، وبتصنيع وسائل طيران من دون طيار، وبإطالة مدى الصواريخ التي لديها.
  • ولا شك في أن أي تحرّش عسكري من جانب حركة "حماس" الآن سيمنح الجيش الإسرائيلي فرصة المساس بهذه القدرات. ولذا، فإن الحركة ليست لديها مصلحة في أن تهب الجيش الإسرائيلي فرصة ليهدم البنية التحتية العسكرية التي تبنيها، وقد يكون هذا هو السبب الذي سيؤدي إلى أن تخف حدّة جولة إطلاق النار الحالية شيئاً فشيئاً.