إسرائيل لا تنتظر أي نتائج عملية من الحوار الدولي مع إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      من المتوقع أن يُستأنف، قريباً، الحوار بين إيران والأسرة الدولية بشأن المشروع النووي الإيراني. وعلى ما يبدو، سيكون هذا الحوار محدوداً ومتأخراً جداً، إذ إن إيران لا تزال تمارس سياسة التمويه في كل ما يتعلق بهذا المشروع. وفي حديث مع صحيفة "هآرتس"، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] السابق، أهارون زئيفي - فركش، أنه يفترض بأن الإيرانيين يفعلون ذلك "لأنهم أصبحوا في مرحلة متقدمة جداً من مشروعهم النووي، وما يتعين عليهم فعله كله هو كسب المزيد من الوقت من أجل بلوغ الهدف الأقرب، وهو تجميع ما يكفي من المواد الانشطارية من أجل إنتاج قنبلتين أو ثلاث قنابل نووية".

·      وهناك شكوك في إسرائيل في أن وتيرة التقدم الإيرانية تسارعت، في الآونة الأخيرة، وأن طهران ستستمر "في السير على حافة الهاوية" خلال اتصالاتها مع الأسرة الدولية. ولعل هذا ما يفسر آخر تصريح لوزير الخارجية الإيرانية، منوشهر متكي، الذي ادعى أمس أن الحوار من شأنه أن يشمل الموضوع النووي "إذا ما كانت الأوضاع ملائمة لذلك"، فهذا التصريح يتناقض قليلاً مع الرد الرسمي الإيراني، ومع أقوال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الذي أكد الاثنين الفائت أن بلده لن يوقف تخصيب اليورانيوم، ولن يفاوض على "حقوقه النووية".

·      من المتوقع أن تتضح نتائج الحوار مع إيران في كانون الأول/ ديسمبر المقبل. وتؤكد التقديرات السائدة في إسرائيل أنه لن يفضي إلى أي نتائج عملية، ولذا، فإن الطريق إلى فرض عقوبات عليها تبدو قصيرة، لكن احتمالات انضمام روسيا والصين إلى هذه العملية هي احتمالات ضئيلة، وحتى في حال نجاح الولايات المتحدة في تجنيد تأييد لفرض عقوبات بواسطة مجلس الأمن الدولي، فإن هذه العقوبات ستكون خفيفة للغاية.

·      إن المسار البديل من ذلك هو قيام الكونغرس الأميركي بفرض عقوبات قاسية على إيران، تنضم إليها دول أخرى مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا، غير أن الطريق إلى هذا المسار تبدو طويلة جداً، فضلاً عن أن جدول أعمال إدارة [الرئيس الأميركي] باراك أوباما حافل بالموضوعات، ويشمل الأوضاع الاقتصادية، والإصلاح الصحي، والحرب في أفغانستان، والانسحاب المتوقع من العراق، واستفزازات كوريا الشمالية. وفي خضم هذه القضايا الملحة من الصعب معرفة درجة الاهتمام [الأميركي] بإيران، لكن من المؤكد أنها لا تحتل صدارة الاهتمامات، وأن التعامل معها لن يكون بواسطة القيام بعملية عسكرية هجومية تهدف إلى القضاء على خطرها النووي.

·      في هذه الأثناء، لا تزال إسرائيل حريصة على الحذر في إطلاق التصريحات. ففي نهاية الأسبوع الفائت أعلن وزير الشؤون الاستخباراتية، دان مريدور، أن "الوقت آخذ في النفاد"، لكنه حرص، في الوقت نفسه، على تأكيد أن الأمر يتعلق بمشكلة تخص العالم كله، وأن الحل لا يعني حتماً اللجوء إلى الخيار العسكري.

·      وعلى صعيد جبهة أخرى تتعلق، بصورة غير مباشرة، بالموضوع النووي الإيراني، قدّرت مصادر استخباراتية إسرائيلية رفيعة المستوى أن حزب الله ليس مسؤولاً عن إطلاق صاروخي كاتيوشا، أول من أمس، على منطقة الجليل الغربي، وأن الذي فعل ذلك قد يكون منظمة فلسطينية ـ سنية مرتبطة بشبكات "الجهاد العالمي" التابعة لتنظيم "القاعدة".

إن فحوى فرضية العمل لدى إسرائيل، في الوقت الحالي، هي أن حزب الله سيستأنف إطلاق الصواريخ في إطار سيناريوهين محتملين: الأول - القيام بعملية انتقام متأخرة، رداً على مقتل مسؤوله العسكري عماد مغنية؛ الثاني - في حال وقوع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل. ولا تزال المؤسسة الأمنية الإسرائيلية متمسكة بالفرضية القائلة إن الردع الإسرائيلي إزاء حزب الله في الشمال ساري المفعول، ولذا، فهي تكتفي بخطوات من الحد الأدنى، مثل إطلاق نيران المدفعية على جنوب لبنان كردّ موضعي على إطلاق الكاتيوشا. كما أنها تشمل، وفقاً لما أكدته وكالات الأنباء في لبنان، محادثات تهديد بواسطة الهاتف، يتم تحذير اللبنانيين خلالها من أن في إمكان الجيش الإسرائيلي أن يفعل أكثر من ذلك.