الولايات المتحدة تتصرف كما لو أنها محامي دفاع عن إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      منذ اتفاق أوسلو [في سنة 1993]، والمفهوم الإسرائيلي بشأن عملية التسوية السياسية [مع الفلسطينيين] يستند إلى قاعدة فحواها "فرض المزيد من الوقائع على الأرض"، وقد أعادت إسرائيل هذا الاتفاق، بعد 16 عاماً على الاحتفال بتوقيعه في البيت الأبيض، إلى المربع الأول، في أفضل الحالات.

·      في أواسط تسعينيات القرن الفائت واجه رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت، بنيامين نتنياهو، مشكلات ائتلافية، وقد تساهل الرئيس الأميركي آنذاك، بيل كلينتون، إزاء عملية مصادرة الأراضي الكبرى التي جرت من أجل إقامة حي "هار حوما" [جبل أبو غنيم].

·      وادعى رئيس الحكومة إيهود باراك، الذي خلف نتنياهو، أن شركاءه من أحزاب اليمين سيتركون الائتلاف الحكومي إذا قام بتفكيك مستوطنات في منطقة القدس، ولذا، وجه كلينتون الضغوط إلى [الرئيس الفلسطيني الراحل] ياسر عرفات كي يتنازل.

·      أما رئيس الحكومة أريئيل شارون [الذي خلف باراك] ففضّل الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة على إجراء محادثات ثنائية بشأن الضفة الغربية، وقد بارك الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، هذه الخطوة. ونقض رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت وعده بإزالة الحواجز العسكرية الإسرائيلية، واكتفى بوش بالاحتجاج الخجول على ذلك.

·      وها هو ذا بنيامين نتنياهو "الجديد" يتحدث عن مشكلات، فيحظى بتنازلات من الرئيس الأميركي باراك أوباما في كل ما يتعلق بالقدس واللاجئين.

·      لا شك في أن أصحاب القرار الأميركي، الذين يحسنون تفصيل العملية السياسية على مقاسات الائتلاف الحكومي المناوب في إسرائيل، يتميزون بالعمى المطبق في كل ما يتعلق بحدود السياسة الفلسطينية وسقفها. وهذا ما يدل عليه، مثلاً، مقال سبق أن نشره أهارون ميلر، الذي تولى على مدار أعوام طويلة منصب نائب دنيس روس في طاقم السلام الأميركي، في صحيفة "واشنطن بوست"، في أيار/ مايو 2005، بعنوان "محامي دفاع عن إسرائيل"، وقال فيه: "لقد دأب الطاقم المصغر الذي عملت فيه، بمن فيه أنا نفسي، على التصرف كما لو أنه محامي دفاع عن طرف واحد هو إسرائيل". ويعترف ميلر بأن التعاطف الأميركي مع إسرائيل حال دون إبداء أي قدر من الحزم فيما يتعلق بموضوع المستوطنات في المناطق [المحتلة]، ودون طرح أي مبادرات بشأن الحل الدائم.

إن هذه المقاربة [الأميركية] لا تؤدي إلى فقدان ثقة العرب باستعداد الحكومات الإسرائيلية للتصرف بعدل إزاء الفلسطينيين فحسب، بل أيضاً إلى اهتزاز ثقتهم كثيراً باستعداد الأميركيين لممارسة دورهم ونفوذهم من أجل الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.