· يبدو أن نموذج إيجاد تحالف أو وحدة بين "المعتدلين" من أجل إلحاق الهزيمة بـ"المتطرفين"، الذي طرحته الولايات المتحدة منذ سنة 2002، واستُقبل بحماسة من جانب إسرائيل والدول العربية بزعامة مصر والسعودية، قد انهار، ونجح "المتطرفون" في الصمود، وحان الوقت الآن كي يلائم "المعتدلون" سياستهم مع الواقع الجديد.
· إن المحاولة الإسرائيلية - الأميركية لاجتثاث "حماس" من غزة، أو على الأقل إلزامها قبول شروط الرباعية الدولية، مُنيت بالفشل الذريع. كما أن إسرائيل، التي خشيت أن تجتاح غزة، منحت "حماس" نصراً استراتيجياً عندما وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار معها.
· علاوة على ذلك، لم تحقق الحرب الإسرائيلية على حزب الله، التي حظيت بتأييد الولايات المتحدة والمعسكر العربي "المعتدل"، نجاحاً كبيراً. كما أن بشار الأسد، الوصي السوري على حزب الله، نجح في أن يرمم مكانته التي تدهورت بعد مقتل [رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق] رفيق الحريري، وبعد الانسحاب السوري القسري من لبنان في سنة 2005. ومؤخراً، هناك أيضاً انقلاب في موقف الولايات المتحدة إزاء إيران، والذي كان فحواه، حتى وقت قريب، عدم إجراء مفاوضات معها قبل أن توقف تخصيب اليورانيوم.
· يبدو أن الرئيس الأميركي، جورج بوش، قرر ألاّ يتغاضى عن مزايا استمالة سورية وإيران، وذلك بعد أن اتضح له أن سياسته الخارجية مُنيت بفشل ذريع، وأن هاتين الدولتين هما مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط.
· إن كون المناخ العام يميل، في الوقت الحالي، إلى الهدوء السياسي، ناجم، في جزء منه، عن انهيار مفهوم خطأ لإدارة بوش، هو اعتبار "محور الشر" تحالفاً لدول هوجاء لا همّ لها سوى زرع بذور الشر في المنطقة والعالم.