· إن إسرائيل هي إحدى الدول القليلة في العالم التي يفضل جمهورها العريض، وبالتأكيد الجزء الأكبر من المؤسسة السياسية فيها، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، جون ماكين. إننا نعتمد على كبر سنه، وعلى كونه محافظاً، وعلى مفاهيمه التي تبلورت خلال فترة الحرب الباردة، علاوة على توفر المزايا كلها، التي درجت العادة لدينا على اعتبار صاحبها "صديقاً لإسرائيل". غير أن هذه الأسباب نفسها هي التي تجعل العالم يفضل المرشح الديمقراطي باراك أوباما.
· لا شك في أن الدولة التي تتبنى خياراتها دائماً من منطلق الخوف، وتصر على أن تُبرز أمام من يبدو أنه سيصبح الرئيس الأميركي المقبل الظلمَ الذي يلحقه أعداؤها بها، لا إنجازاتها وقوتها وسياستها الواثقة، ستظل تفضل شخصاً مثل ماكين.
· لقد قال أوباما الأشياء الصحيحة كلها [خلال زيارته لإسرائيل]. وعلى الرغم من أنه جاء إلى هنا، في نهاية الأمر، من أجل أن يلتقط بضع صور، وعلى الرغم من أن صوره مع [الرئيس الإسرائيلي] شمعون بيرس، ومع [رئيس الحكومة] إيهود أولمرت، ومع [وزيرة الخارجية] تسيبي ليفني، مهمة له، تماماً كأهميتها لهم، إلا إنه مرشح لتولي منصب قوي لا مثيل له في أي مكان من العالم. وإذا ما جاز لي أن أفترض شيئاً، فإني أعتقد أنه في حالة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، سيختار أن يذكر [الرئيس الأميركي الأسبق] فرانكلين روزفلت في خطاب الفوز، لأن هذا الأخير أيضاً انتُخب لهذا المنصب في ذروة أزمة اقتصادية كبرى، وبدأ خطاب فوزه بالجملة الخالدة التالية: "ليس لدينا ما نخاف منه إلا الخوف نفسه".