إسرائيل تحاول التأثير في تقويم استخباراتي أميركي جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تقوم أجهزة الاستخبارات الأميركية، في هذه الأيام، بإعداد تقويم استخباراتي جديد بشأن موضوع البرنامج النووي الإيراني، ومن المتوقع أن يُنشر، على الأرجح، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008. وذكر مصدر سياسي رفيع المستوى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تقدّر الآن أن إيران استأنفت نشاطها المتعلق بعملية إنتاج قنبلة نووية، خلافاً للتقرير السنوي السابق المسمى بالتقويم الاستخباراتي القومي National Intelligence Estimate))، والذي جاء فيه أن إيران أوقفت برنامجها النووي العسكري في سنة 2003.



وتحاول إسرائيل في هذه الأيام التأثير في مضمون التقرير الاستخباراتي الجديد، وخصوصاً لجهة إقناع الاستخبارات الأميركية بأن إيران لا تزال تحتفظ بالبرنامج النووي العسكري. فخلال الأسبوع الجاري قام رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غابي أشكنازي بزيارة واشنطن حيث التقى نائب الرئيس ريتشارد تشيني، ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايك مولين. كما أنه في الأسبوع المقبل، سيقوم كل من وزير الدفاع إيهود باراك، والوزير شاؤول موفاز المسؤول عن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، بزيارة واشنطن.



ومع ذلك فإن إسرائيل لا تعلق آمالاً ضخمة على قدرتها على التأثير [في مضمون التقرير] في ضوء واقع أن الإدارة الأميركية الحالية تقترب من نهاية عهدها. وعلى الرغم من رضى إسرائيل عن تغير المقاربة الأميركية فيما يتعلق بوجهة النشاط النووي الإيراني، فإن مسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل يعتقدون أن المشكلة المركزية - تخصيب اليورانيوم - باقية على حالها، وأنه لا يبدو أن التقرير الجديد أيضاً سيوصي بعملية عسكرية.



إن إسرائيل معنية أيضاً بالإطلاع عن كثب على المستجدات المتعلقة بالتغيير الذي حدث في سياسة الإدارة الأميركية حيال إيران. ومنذ مشاركة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ويليام بيرنز في اللقاء الذي تم [في جنيف] مع كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي، أرسلت الإدارة الأميركية عدداً من التقارير إلى إسرائيل عن تلك المباحثات. وكان فحوى الرسالة الأميركية إلى إسرائيل هو: "إذا لم تردَّ إيران بالإيجاب على اقتراحات الغرب في لقاء المتابعة الذي سيتم بعد نحو أسبوعين، فستعمل الولايات المتحدة بكل ما تملك من قوة لتمرير مجموعة رابعة من العقوبات ضد إيران في مجلس الأمن".