· السمة الأبرز للواء يوآف غالانت [الذي أعلن وزير الدفاع إيهود باراك ترشيحه لمنصب رئيس هيئة الأركان العامة المقبل للجيش الإسرائيلي] كرجل عسكري هي ميله إلى اختيار الهجوم أكثر من أي مقاربة أخرى. وكان هذا صحيحاً على المستوى التكتيكي، عندما قاد غالانت وحدة الكوماندوس التي سيطرت على قافلة السفن التي كانت متوجهة إلى غزة، وتجلى أيضاً من خلال نهجه الاستراتيجي في حل المشكلات الناجمة عن حكم حركة "حماس" في غزة.
· حاول غالانت إقناع وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي وزملاءه في قيادة الأركان العامة بتنفيذ خطة عملانية أوسع نطاقاً بكثير من تلك التي نفذت في حملة "الرصاص المسبوك" [الحرب على غزة]. وكان من المفترض أن تؤدي خطته لا إلى وضع حد لقصف الصواريخ الموجه إلى جنوب إسرائيل فحسب، بل أيضاً إلى إنهاء حكم "حماس" في غزة. غير أن خطته رُفضت، وتم تبني خطة محدودة النطاق نسبياً.
ينطوي قرار وزير الدفاع توصية الحكومة بتعيين غالانت في منصب رئيس الأركان العشرين للجيش الإسرائيلي على رسالة واضحة وحادة هي: إن دولة إسرائيل لا تنوي الوقوف مكتوفة الأيدي وانتظار تعرضها لهجوم بالصواريخ والقذائف، وربما بأسلحة غير تقليدية. وفي حال حدوث أحد هذه التهديدات الاستراتيجية، أو بات قريباً من الحدوث، سيرد الجيش الإسرائيلي بطريقة هجومية وحاسمة وبكامل القوة من أجل إحباط الخطر أو الحد منه. وهذه الرسالة ليست موجهة إلى الجيش الإسرائيلي والمواطنين الإسرائيليين فحسب، بل أيضاً إلى دول مثل سورية وإيران، وحزب الله، وكذلك إلى الإدارة الأميركية والدول الأوروبية.