وصفت أوساط مقربة من رئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي التوقيت المفاجىء لإعلان وزير الدفاع إيهود باراك اختيار اللواء يوآف غالانت رئيساً لهيئة الأركان العامة قبل ستة أشهر من انتهاء خدمة أشكنازي "بعملية إحباط مركزة". كما أحدث قرار التعيين صدمة في المؤسسة الأمنية. أحد المقربين من أشكنازي وصفه بأنه "الضابط المتواضع، الذي استطاع النهوض بالجيش الإسرائيلي من كبوته، ولا أحد يمكنه أخذ ذلك منه ولا أخذ حب الناس له. فقد ضحى بحياته من أجل الجيش، ولن تؤثر فيه الطريقة التي ينهي بها خدمته العسكرية. أما باراك فلن يستفيد شيئاً مما جرى، فأشكنازي سيعود في المستقبل إلى قيادة الدولة، سواء أكان رئيساً للحكومة أم وزيراً للدفاع، فهو مؤهل لقيادة الدولة، وهذا ما يقلق باراك".
لم يتفاجأ المقربون من رئيس الأركان بتعيين خلفه، لكنهم فوجئوا بالتوقيت، أي قبل يومين فقط من استئناف عملية اختيار رئيس الأركان. وصلت أصداء الصدمة إلى مسامع باراك الذي حاول التخفيف من قرار التعيين الذي يُعتبر بمثابة صفعة لأشكنازي، فأصدر مكتبه بياناً حاول فيه أن يخفف من وقع القرار الذي جاء فيه: "إن أشكنازي من القادة المميزين في الجيش الإسرائيلي، وقد استطاع أن يقود بنجاح عملية بناء الجيش، واستخلاص الدروس بعد حرب لبنان الثانية".
وجاء في بيان آخر صادر عن وزارة الدفاع رداً على الانتقادات التي وُجهت الى توقيت التعيين: "فليهنأ الشعب الإسرائيلي بقادته الكبار، وعلى رأسهم رئيس الأركان غابي أشكنازي. فالمرشحون جميعاً لمنصب رئاسة الأركان مؤهلون لقيادة الجيش الإسرائيلي. كما أن اللواء غالانت مقاتل شجاع، وقائد جريء، وصاحب خبرة عسكرية وقيادي من الطراز الرفيع، يعرف كيف يقود الجيش الإسرائيلي إلى الأمام في مواجهة التحديات والأخطار التي تعترضه".
وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان تحدث مع اللواء غالانت وهنأه بقرار تعيينه، متمنياً له النجاح في مهمته، مشدداً على أنه لن يستلم المنصب قبل مرور بضعة أشهر. وجاء إعلان الناطق العسكري ليدحض الشائعات التي تحدثت عن احتمال تقديم أشكنازي الاستقالة من منصبه، بسبب علاقته المتوترة باللواء غالانت.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (23/8/2010) نبذة تعرّف فيها برئيس الأركان العشرين للجيش الإسرائيلي اللواء يوآف غالانت جاء فيها أنه من مواليد يافا سنة 1958، تطوع في سنة 1977 في قوة الكوماندوس البحري "شييطت 13". وبعد مرور ستة أعوام غادر إلى ألاسكا حيث عمل في قطع الأشجار. ثم عاد إلى إسرائيل بعد عامين حيث انضم إلى دورة في سلاح البحر، ومع مرور الأعوام أخذ يترقى في سلم القيادة وتولى كثيراً من العمليات العسكرية. وفي سنة 1986 عُيّن قائداً لسرية المقاتلين في "الشييطت"، ورُقي إلى رتبة مقدم. وفي سنة 1993 عمل في لواء "جنين" ضمن فرقة يهودا والسامرة. وأصبح منذ سنة 1994 حتى سنة 1997 قائداً لـ "شييطت 13"، وفي تلك السنة عُين قائداً لفرقة غزة. وبعد سنة 1999 عُين قائداً لفرقة المدرعات في قيادة المنطقة الوسطى. في سنة 2001 أصبح قائداً لسلاح البر. وفي سنة 2001 أصبح المستشار الشخصي لرئيس الحكومة آنذاك أريئيل شارون الذي رفّعه إلى رتبة لواء. وبعد فك الارتباط عن غزة في سنة 2005، عُيّن في منصبه الحالي قائداً للمنطقة الجنوبية، وقاد عملية "الرصاص المسبوك" على غزة.