السلام مع سوري - الكرة في الملعب الإسرائيلي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن السلام بين إسرائيل وسورية، كما بدا خلال الفترة القليلة الفائتة، قريب وبعيد أكثر من أي وقت مضى. فالطرفان يتبادلان الرسائل، كما أن الوفدين يتحادثان فيما بينهما منذ بضعة أشهر بوساطة تركيا، وفي باريس تحدث صحافيون سوريون ولبنانيون هذا الأسبوع مع صحافيين إسرائيليين من دون قيود تقريباً، وسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، لمصافحة الرئيس السوري، بشار الأسد، لكنه لم يحظ بذلك، لأن هذا الأخير يرى أن الأول رئيس حكومة ضعيفاً، ولا يستحق لفتة طيبة مجانية.

·       ربما لم تعزز قمة باريس [لدول حوض البحر الأبيض المتوسط] حكومة أولمرت، غير أنها جعلت الأسد يدخل إلى أوروبا من البوابة الرئيسية. فقد جاء إلى باريس كبطل، ومن دون أن يغير سلوكه السياسي الجوهري. كما أثبت أنه مسيطر على الأوضاع، ونجح في أن يؤدي إلى إقامة حكومة وحدة وطنية في لبنان في التوقيت الصحيح. وهو، في نظر الأوروبيين الآن، زعيم في إمكانه أن يقوم بدور الوسيط بينهم وبين إيران.

·       لقد انعكست المقاربة السورية الجادة لمفاوضات السلام مع إسرائيل في تصريحات الأسد العلنية في باريس، وفي المحادثات غير المباشرة والمتواصلة بوساطة تركيا، وفي واقع أن الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية سورية واغتيال عماد مغنية لم يؤديا إلى تغيير في هذا الاتجاه. يبدو أن سورية قررت أن مصلحتها تكمن في الارتباط بالغرب، وأن السلام مع إسرائيل هو إحدى الوسائل لتحقيق ذلك.

·       إن الكرة الآن، باتت أكثر من أي وقت مضى، في الملعب الإسرائيلي، غير أن هذا الملعب مملوء بالوحل السياسي. وعملياً لا توجد حكومة في إسرائيل في الوقت الحالي. إن أقصى ما يمكن أن نطالب به الآن هو أن يبادر المتطلعون إلى تولي منصب رئيس الحكومة، سواء أكانوا من كاديما أم من العمل أم من الليكود، إلى الكشف عن مواقفهم من استمرار المحادثات مع سورية على الملأ. يتعين علينا أن نذكّر هؤلاء أنه لا يجوز تفويت فرصة السلام مع سورية، وأن ثمن هذا السلام معروف. لقد تبين أن ثمن انعدام السلام مع سورية كان حرب لبنان الثانية، وربما يكون حرباً ثالثة أو رابعة في المنطقة. إن تحسين العلاقات مع أي دولة عربية يساهم في أمن إسرائيل أكثر من مخزون السلاح كله الذي في حيازتها.