· يحلو لكثيرين أن يصوروا الأوضاع العامة، في الوقت الحالي، كما لو أنها تعج بسيناريوهات الرعب والمخاطر، لكن يمكن أن نرسم صورة بألوان معاكسة تماماً.
· مثلاً، صحيح أن إيران تتقدم بصورة حثيثة نحو امتلاك قدرة على إنتاج قنبلة نووية، غير أنها لا تملك مثل هذه القنبلة حتى الآن. في الوقت نفسه فإن العالم أجمع، وعلى رأسه الولايات المتحدة، أصبح يعي الخطر الإيراني أكثر فأكثر ويستعد لكبحه.
· من ناحية أخرى، فإن العالم العربي السنيّ، وعلى رأسه مصر، يقترب منا، وذلك من أجل الاستعداد المشترك لمواجهة الخطر الإيراني. ويساهم الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، في هذه التحركات، كما أنه يعتقد أن هناك فرصة كبيرة لإنهاء النزاع بين إسرائيل وجاراتها.
· وقد حققت حرب لبنان الثانية وعملية "الرصاص المسبوك" في غزة نتائج متماثلة على مستوى الردع، ولا يبدو أن حزب الله و"حماس" متحمسان لتكرار نمط السلوك الذي ميزهما في السابق.
· بناء على هذه الصورة، فإن رؤيتنا يجب أن تتسم بالاتزان. ووفقاً لتجربتي الطويلة في مجالات الأمن والاستخبارات والسياسة والبحث الأكاديمي أستطيع القول إنه يمكن معالجة المخاطر التي نواجهها بصورة عقلانية.
· ويبدو لي أن المخاطر الاستراتيجية، التي تهدد إسرائيل فعلاً، موجودة في مكان آخر، هنا في الداخل، وفي مقدمها فقدان ثقة الجمهور العريض بالمؤسسة السياسية، وتدهور جهاز التربية والتعليم عامة وجهاز التعليم العالي خاصة.