نتنياهو يدرس إمكان الحوار مع لبنان عن طريق إحياء لجنة الهدنة لسنة 1948
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تدرس إسرائيل إمكان إنشاء قناة للمحادثات السياسية مع لبنان، وذلك عن طريق إحياء لجنة الهدنة التي شُكلت في سنة 1949. وقد أثيرت هذه المسألة في المحادثات التي عقدها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى مع نظرائهم الأميركيين، ومع مسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وطلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من وزارة الخارجية تقديم وجهة نظر بشأن هذا الموضوع خلال جلسة سيعقدها المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وصرّح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أن إدارة الرئيس أوباما معنية باستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وسورية ولبنان. وفي حين جرت خلال الأعوام الفائتة محادثات متتالية على المسارين الفلسطيني والسوري، إلاّ إن المسار اللبناني بقي مجمداً. ويعالج الجزء الأساسي من الاتصالات التي تجري حالياً مع لبنان موضوعات أمنية تتعلق بتطبيق القرار 1701.

وخلال الأشهر القليلة الفائتة، بدأت جهات متعددة في الإدارة الأميركية والأمم المتحدة وعدد من الدول الأوروبية جس نبض إسرائيل بشأن إمكان إحياء المسار اللبناني أيضاً. وكان في صلب المقترحات التي نُقلت إلى إسرائيل إحياء لجنة الهدنة التي شكلت في سنة 1949 في إطار الاتفاقات التي تلت حرب الاستقلال [حرب 1948].

وقد استمر عمل اللجنة إلى أن تم حلها بمبادرة من إسرائيل في سنة 1967. وكانت تجتمع في المعابر الحدودية في رأس الناقورة والمطلة، وتضم خمسة مندوبين - إسرائيليان، ولبنانيان، ورئيساً منتدباً من الأمم المتحدة. وكانت اللجنة تضم أيضاً ضباطاً ودبلوماسيين من الجانبين، وكان لها دور سياسي، بالإضافة إلى دورها الأمني. وكانت قراراتها تُتخذ بالتصويت، وكان مندوب الأمم المتحدة يقوم بدور بيضة القبان.

لقد صرح لبنان عدة مرات أنه سيكون آخر دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، جرى التشديد، في رسائل نُقلت إلى إسرائيل، على أنه يمكن استخدام لجنة الهدنة كوسيلة لتجديد المحادثات السياسية بين لبنان وإسرائيل، وذلك كمرحلة تسبق المفاوضات السلمية. وأوضحت الجهات التي تحدثت مع إسرائيل في هذا الشأن أن اللبنانيين ينظرون إلى هذه الفكرة بإيجابية.

وطُرح إمكان تجديد نشاط لجنة الهدنة على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي أصدر تعليمات إلى وزارة الخارجية طلب فيها تقديم وجهة نظر بشأن هذا الموضوع إلى المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية خلال بضعة أسابيع. وبالإضافة إلى ذلك، طلب نتنياهو من وزارة الخارجية أن تقدم في الجلسة موقفاً محدَّثاً إزاء انسحاب محتمل من الجزء الشمالي من قرية الغجر، وإزاء قضية مزارع شبعا.

وأثار مبعوث الأمم المتحدة إلى لبنان، مايكل وليامز، هذه القضية خلال زيارته لإسرائيل في الأسبوع الفائت، واقترح أيضاً أن تبعث إسرائيل برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وأن تعرب عن استعدادها للدخول في مفاوضات بشأن جميع القضايا العالقة مع لبنان، مع التشديد على الغجر ومزارع شبعا.

وهناك في إسرائيل مواقف مؤيدة وأخرى معارضة لتجديد نشاط لجنة الهدنة. وذكر مصدر سياسي في القدس أن الأمر يتعلق، من جهة، بإمكان تجديد الحوار السياسي مع لبنان، ولذا يجب تأييد الاقتراح، ولكن، من جهة أخرى، كما ذكر المصدر، لا يمكن أن توافق إسرائيل على تجديد نشاط اللجنة كما كانت عليه في سنة 1949، بل إنها ستطالب بتغيير آلية اتخاذ القرارت، كي لا تكون مرهونة بتصويت مندوب الأمم المتحدة في حل الخلافات.