الانسحاب الأميركي من العراق لن يعود بأي فائدة على إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       لا تبدي وسائل الإعلام في إسرائيل وفي العالم اهتماماً كبيراً بموضوع انسحاب القوات الأميركية من العراق في نهاية الشهر الحالي، وذلك على الرغم من أن هذا الانسحاب لا يختلف، من حيث جوهره، عن الانسحاب الأميركي من سايغون [فيتنام] في سنة 1975، وعن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في سنة 2000.

·       ولا بُد من القول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما اختار، من ناحية تكتيكية، وقتاً صحيحاً للانسحاب، وذلك بعد أن تعرض الفرع العراقي لتنظيم القاعدة إلى هزائم مؤلمة على أيدي الأميركيين، فضلاً عن إجراء انتخابات عامة ديمقراطية للمرة الثانية تميزت بمشاركة واسعة في عمليات الاقتراع. ومع هذا، فإنه من الصعب الافتراض أنه أصبح لدينا عراق جديد مغاير يمكن الانسحاب منه بهدوء.

·       ولا يحتاج المرء إلى أن يكون خبيراً كبيراً كي يدرك ما الذي سيحدث في العراق [بعد الانسحاب الأميركي منه]، ذلك بأنه من المعروف أن هناك قوتين رئيسيتين تتطلعان إلى فرض هيمنتهما على العراق، وهما، إيران التي ترى فيه موقعاً مهماً للتلاحم مع "الهلال الشيعي" والاقتراب من الجبهة الإسرائيلية، والجهاد العالمي السنيّ بقيادة القاعدة، والذي يرى فيه قاعدة جغرافية لتغيير الأنظمة في العالم العربي، فضلاً عن كونه ملاذاً من الضغوط الأميركية المتعاظمة في كل من باكستان وأفغانستان.

·       بناء على ذلك، فإن الاحتمال الأقوى، بعد الانسحاب الأميركي، هو أن يكون العراق عرضة للانهيار السريع. ويمكن أن يحدث هذا الانهيار بأشكال شتى مثل: ازدياد العمليات "الإرهابية" في العاصمة بغداد؛ اندلاع العنف بين السنة والشيعة؛ حملة هروب كبيرة من صفوف الجيش؛ قيام إيران بفرض سيطرتها على منطقة شط العرب؛ تدفق مقاتلي القاعدة من كل من السعودية وسورية واليمن وأفغانستان؛ اغتيال زعماء سياسيين؛ فرض "الإرهاب" على مناطق بأكملها. ولا شك أيضاً في أن الصراع هذه المرة سيكون أكثر عنفاً وخطورة مما كان في السابق، ذلك بأن الأميركيين قاموا بتدريب آلاف الجنود العراقيين، السنة والشيعة، على أساليب قتالية جديدة، وزوّدوهم بأسلحة متطورة.

بطبيعة الحال، هناك بضع نهايات محتملة لهذا الصراع، منها: سيطرة إحدى القوتين المذكورتين على البلد، أي سيطرة إيران من خلال وكلائها، أو سيطرة القاعدة التي ستفضل استمرار حالة الفوضى كما هي الحال في الصومال مثلاً؛ استمرار القتال لفترة طويلة؛ فرض وضع قائم غير مستقر على طول خطوط التماس بين السنة والشيعة؛ صعود زعيم محلي جديد مثل صدام حسين يكون لديه القوة الكافية لقمع الجميع وإقامة نظام حكم دكتاتوري. وما يجب قوله هو أن ما سيحدث كله لن يكون جيداً لإسرائيل.