· إذا تحققت خطط وزير الدفاع، إيهود باراك، يمكن الحديث في المستقبل غير البعيد عن جيش إسرائيلي كبير وذكي. عهد التقليصات في الميزانية وإلغاء الوحدات وصل إلى نهايته، على الأقل حتى إشعار آخر. هذه هي خلاصة ورشة عمل عقدتها قيادة هيئة الأركان العامة هذا الأسبوع في قاعدة سلاح الجو في "تسريفين" وبحثت فيها المسار الذي ينبغي توجيه الجيش الإسرائيلي فيه خلال الأعوام المقبلة. هذه الورشة، التي تعقد مرة كل بضعة أعوام، ولدت بوحي من "الحلقة الدراسية" التي عقدها دافيد بن ـ غوريون في العام 1947، أي قبل الإعلان عن قيام الدولة بعام واحد.
· وزير الدفاع باراك ورئيس هيئة الأركان العامة، غابي أشكنازي، يتعاونان معاً بصورة جيدة. هذا هو الثنائي الذي يتعين عليه أن يقود الجيش الإسرائيلي في إحدى أصعب الفترات في تاريخه. والانطباع الذي يمكن الخروج به من الشهرين الأولين لتسلم باراك منصب وزير الدفاع هو أنه يفكر في متطلبات الجيش في المدى البعيد. ويبدو أن وعده في الانتخابات التمهيدية لحزب العمل بالسعي إلى حل الحكومة بعد نشر تقرير فينوغراد بات مجمداً.
· أما أشكنازي فقد نجح منذ تعيينه رئيساً لهيئة الأركان العامة، قبل نصف عام، في إخراج الجيش الإسرائيلي من صدمة حرب لبنان الثانية وفي قيادة خطة تدريبات مكثفة، لكنه يخطئ في عدم إطلاعه وسائل الإعلام على الاتجاهات التي يسعى إليها.
· الآن بعد حرب لبنان الثانية يبدو أن كل واحدة من الجبهات تنطوي على تهديد. لقد تعرض الردع الإسرائيلي للمس وجرى تسريع سباق التسلح الإقليمي. وينبغي أن نضيف إلى الاستعدادات، التي يقوم بها السوريون تحسباً لحرب محتملة، الجهاد [الإسلامي] العالمي وسباق التسلح النووي الإيراني. ولذا يتوجب على الجيش الإسرائيلي أن يكون جاهزاً في الوقت نفسه لمواجهة سلسلة من التهديدات المختلفة، يتطلب كل منها وسائل قتالية خاصة وتأهيلاً مختلفاً للقوى البشرية. إن السؤال الكبير المطروح الآن هو: أين يجب أن يتم استثمار الأموال؟ هذه المهمة ملقاة حالياً على عاتق وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة. وقد كان السؤال المركزي الذي طرح على جدول أعمال ورشة هيئة الأركان العامة هو: هل يتم استثمار الميزانية في سلاح الجو أم في سلاح البر؟ في وسائل القتال الهجومية أم في التحصين المكثف؟ في الرد على الإرهاب أم في الرد على الخطر النووي الإيراني؟