يجب الموافقة على صفقة إعادة الجنديين الأسيرين لدى حزب الله مهما يكن الثمن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       إن الأسلوب الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية لمعالجة مسألة إعادة الجنود المخطوفين يتسم بالخزي والعار. والمهانة التي تتعرض لها عائلات الجنود إلداد ريغف وإيهود غولدفاسر [الأسيران لدى حزب الله] وغلعاد شاليط [الأسير لدى "حماس"]، داخل الردهات الحكومية، عندما تذهب إلى هناك لتتوسل من أجل إعادة أبنائها، عصية على الفهم.

·       إن الجيش الإسرائيلي لا يشبه أي جيش في العالم، فهو ليس جيشاً من الأجراء الذين يعتبرون الجندية مهنة. وبناء على ذلك، فإن هذا الجيش، باعتباره جيش الشعب، لديه التزام مطلق تجاه الجنود الذين يرسلهم إلى المعركة. ولا بد أن يكون الذين يتم استدعاؤهم للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية على قناعة تامة بأن الجيش ملتزم إعادتهم إلى البيت، وأنه في حال وقوعهم في الأسر فإنه سيقيم الدنيا من أجل الإفراج عنهم.

·       إذا كانت الحكومة راغبة في أن تغير قواعد اللعب [بشأن تبادل الأسرى] فلتفعل ذلك في المستقبل، لا على حساب الجنود المخطوفين في الوقت الحالي. فمنذ سنة 1948 كان عدد المخطوفين من جانبنا ضئيل للغاية، في حين أنه كان لدينا، على مدار الأعوام، ولا يزال، آلاف الأسرى من الطرف الآخر. ولعل هذا هو ما يجعل المعادلة الرقمية غير متوازنة. إن التقاليد اليهودية تقدس الحياة، بينما يقدس المجتمع، الذي في مقابلنا، الموت والانتحار.

·       إن نقل ملف الجنديين ريغف وغولدفاسر إلى الحاخام العسكري الرئيسي، من أجل أن يدرس ما إذا كان في الإمكان إعلان أنهما لم يعودا في قيد الحياة، ينطوي على تلميح إلى وجود نية لعدم الإفراج عن سمير القنطار. ولا يجوز لسلطة، كتلك الموجودة لدينا، أن تفعل أمراً كهذا، بعد أن تم الاتفاق على الصفقة.

·       إن الصفقة الحالية معقولة، وإعادة الجنديين المخطوفين واجب سامٍ. هذا هو الوقت الملائم كي نقول للمؤسسة السياسية الإسرائيلية: لا تكونوا أبطالاً على حساب الجنديين المخطوفين وأهلهما. أعيدوا الجنديين من دون تأجيل، ومهما يكن الثمن.