الربيع العربي فلسطينياً
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

·       لم يصل الربيع العربي، الذي وصلت براعمه حتى إلى إسرائيل [بالإشارة إلى حركة الاحتجاج الاجتماعي التي برزت الصيف الماضي]، إلى الفلسطينيين، وهناك مَن تساءل عن سبب عدم استغلال المجتمع الفلسطيني اللحظة الثورية لإطلاق صرخة قوية في وجه أساليب القمع المستخدمة ضده. لكن يبدو أن الشعب الفلسطيني قد خرج اليوم، ولو متأخراً، إلى الشوارع للاحتجاج ليس ضد الاحتلال، وإنما ضد الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها.

·       وفي هذه المرحلة، يبدو أن الاحتجاج الشعبي موجه ضد رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض وزعماء السلطة الفلسطينية، إذ لم توجه كلمة واحدة حتى الآن خلال هذه الاحتجاجات ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولا ضد تقليص تصدير البضائع إلى إسرائيل والتبعية الاقتصادية لها، ولا ضد اتفاق باريس الذي وضع الأسس لهذه العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين القائمة على الاستغلال والنهب.

·       لقد تخوف واضعو اتفاقات أوسلو من أن يؤدي الفصل الاقتصادي إلى خلق حقائق سياسية على الأرض قبل التوصل إلى الاتفاق النهائي. لكن ما هو السبب الذي يمنع الجماهير في الضفة من توجيه غضبهم ضد إسرائيل، المسؤولة الأساسية عن النهب المتواصل لمواردهم؟ يمكن القول إن العجز عن ربط النضال الاقتصادي - الاجتماعي بالصراع السياسي هو دليل على عجز المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي في آن معاً. فمنذ الثمانينيات لم تنجح محاولات الربط بين المسارين، وظل هناك تخوف من استغلال الوضع الاقتصادي لخدمة قضايا سياسية.

·       من المرجح أن هناك اعتقاداً في الشارع الفلسطيني أن النضال من أجل الموضوعات الاقتصادية لا يمكن أن يثمر إلاّ إذا كان منفصلاً عن الموضوعات السياسية التي تقسم المجتمع الفلسطيني من الداخل، فموضوعات مثل غلاء الأسعار والرواتب وفرص العمل يمكنها أن تجمع بين أنصار "فتح" وأنصار "حماس"، وأن تدفعهما إلى التظاهر معاً.