من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· من الواضح أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كانا بحاجة إلى أن يبرهنا لناخبيهما أن العلاقات الفاترة بينهما قد تحسنت، ذلك بأن كليهما يواجه مشكلات داخلية عويصة. فأوباما متوتر للغاية جرّاء الانتخابات النصفية للكونغرس التي ستجري [في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل]، والتي يمكن أن يتسبب موقفه المتصلب إزاء إسرائيل بإلحاق أضرار كبيرة به في تلك الانتخابات، في حين أن نتنياهو يتعرض لحملة ضغوط كبيرة كي يفي بوعده بعدم تمديد القرار القاضي بتجميد أعمال البناء في المستوطنات [في الضفة الغربية].
· ومع ذلك، لا يمكن القول إن اللقاء الذي عقداه هذا الأسبوع أسفر عن بداية صداقة حميمة بينهما، أو عن تفكيك حقل الألغام المزروع في طريقهما. ولذا، فإن إنجاز نتنياهو هو إنجاز تكتيكي، في حين أن استراتيجيا أوباما ومفهومه العام لم يتغيرا قط. وما لم يقدمه نتنياهو في سنة 2010 سيعود إلى مواجهته في سنة 2011.
· إن ما يمكنني افتراضه هو أن نتنياهو حاول إقناع أوباما بأنه جاد ومتمسك بوعده فيما يتعلق بحل الدولتين لشعبين، وربما يكون هذا هو السبب الذي جعل أوباما يغدق المديح عليه. كما أن نتنياهو أوضح لأوباما أنه سيكون من الأسهل عليه الاستمرار في تجميد أعمال البناء في المستوطنات إذا ما بدأت المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين قبل 26 أيلول/ سبتمبر المقبل [موعد انتهاء مفعول القرار الإسرائيلي القاضي بتجميد أعمال البناء في المستوطنات]. ولم يكن من قبيل المصادفة أنه، وبالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة لواشنطن، عُقد اجتماع في القدس بين وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لمناقشة احتمالات توسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية ونقل مزيد من مناطق الضفة الغربية إليها.
· إن الاختبار الحقيقي لنتنياهو سيبدأ الأحد المقبل، بعد أن مرّ عام وربع عام على تسلمه مهمات منصبه رئيساً للحكومة الإسرائيلية. والسؤال المطروح هو: ما الذي حققه كزعيم؟ إن ما نشهده خلال هذه الفترة الفائتة هو أن العالم كله أصبح ضدنا، وأننا مُنينا بالفشل في التعامل مع قافلة السفن التي كانت متجهة إلى غزة، وعلاقاتنا مع تركيا آخذة في التدهور أكثر فأكثر، فضلاً عن أن نتنياهو لا يحظى بتأييد أعضاء حزبه وكبار وزراء حكومته، وقد ارتكب خطأ كبيراً بضم طابور خامس مثل [وزير الخارجية] أفيغدور لبيرمان إلى حكومته.
لكن نتنياهو الآن في بداية طريق جديدة، وإزاء ذلك، يتعين عليه أن يكون واعياً للمهمة التاريخية الملقاة على عاتقه، وفحواها التوصل إلى تسوية سلمية [مع الفلسطينيين]، إنه يدرك أنه ربما سيخسر موشيه يعلون في حال مضيه قدماً في هذه الطريق، لكنه بالتأكيد سيحظى بتأييد حزب كاديما، فضلاً عن تأييد معظم الشعب في إسرائيل.