أكد تقرير أعدته "الرابطة العربية لحقوق الإنسان" أن إسرائيل عرّضت حياة عرب إسرائيل للخطر خلال حرب لبنان الثانية بسبب بطاريات الصواريخ والمرابض العسكرية التي وضعتها بالقرب من البلدات العربية، منتهكةً بذلك القانون الإنساني الدولي. ويستند التقرير إلى عمل ميداني قامت به الرابطة خلال العام الفائت، وكذلك إلى شهادات نحو 60 شخصاً يقيمون بـ 20 بلدة عربية سقط عليها نحو 660 صاروخ كاتيوشا خلال حرب لبنان الثانية في الصيف الماضي وتسببت بوفاة 12 شخصاً.
ومن الأسئلة التي يثيرها التقرير هي: لماذا كان هناك 18 قتيلاً من القتلى المدنيين الـ 44 (أي نحو 40%) الذين سقطوا خلال الحرب من العرب، ولماذا سقط عدد كبير من الصواريخ على البلدات العربية؟ وبناءً على استنتاجات التقرير، فقد أقيمت بالقرب من البلدات العربية التي تضررت في الحرب مواقع عسكرية، موقتة أو دائمة شكلت هدفاً بحد ذاتها، وتقع هذه المواقع ضمن مجال الخطأ لصواريخ كاتيوشا حزب الله. علاوة على ذلك يشير التقرير إلى أن نيران المدفعية أُطلقت على جنوب لبنان من معظم هذه المواقع.
ويخلص التقرير إلى أن "الجيش الإسرائيلي والدولة عرّضا حياة السكان المدنيين العرب للخطر عن طريق إقامة المواقع العسكرية بالقرب من البلدات العربية". وبحسب التقرير، "شكلت هذه المواقع أهدافاً شرعية للهجوم من جانب حزب الله، وبالتالي كشفت السكان المدنيين العرب أمام احتمال تعرضهم للإصابة بصواريخ الكاتيوشا، كما حدث فعلاً".
وتقول الرابطة العربية لحقوق الإنسان إن إقامة المواقع العسكرية بالقرب من البلدات العربية تشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، وتشكل على وجه التحديد انتهاكاً للبند 58 (ب) من ميثاق جنيف الذي يؤكد وجوب "امتناع أطراف النزاع من إقامة أهداف عسكرية داخل المناطق المدنية المزدحمة بالسكان أو بالقرب منها".