بمناسبة مرور 30 عاماً على حرب لبنان: إسرائيل لم تقلع عن إدمانها على الحرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       في مطلع حزيران/يونيو من كل عام تحيي إسرائيل ذكرى حربين كبيرتين، هما: حرب الأيام الستة [1967]، وحرب لبنان الأولى، التي يصادف هذا الأسبوع ذكرى مرور 30 عاماً عليها.

·       وكما هو معلوم فإن أحد أبرز الأهداف لحرب لبنان الأولى كان، استناداً إلى كلام رئيس الحكومة آنذاك مناحم بيغن، معالجة صدمة حرب يوم الغفران [حرب تشرين/أكتوبر 1973]، فحتى التاريخ الذي اختير للبدء بحرب لبنان الأولى، كان نفس التاريخ الذي بدأت فيه حرب الأيام الستة، وذلك في مسعى واعٍ أو غير واع لربط هذه الحرب بذكرى الانتصار الكبير "القوي والسريع والأنيق"، والذي لا يزال، منذ ذلك التاريخ، يسحر إسرائيل وقادتها ويجعلهم يتلهفون إلى تكراره من جديد.

·       يجب التذكير هنا بأن هذا الانتصار الكاسح لم يتكرر في أي عملية عسكرية أو حرب وقعت من بعده. وتشكل الأفلام التي صُورت، والأحاديث التي سُجلت في حرب لبنان الأولى، والتي جرى الكشف عنها الآن، أكبر دليل على حماقة هذه الحرب الكبرى التي استمرت 18 عاماً وأدت إلى وقوع حرب أخرى هي حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]، التي أصبحنا في إثرها في وضع سياسي وعسكري واستراتيجي أسوأ بكثير مما كنا عليه قبل نشوبها، وذلك مع وجود تنظيم موال لإيران في لبنان لديه صواريخ تغطي كل أنحاء إسرائيل.

·       ويكفي أن نتذكر الإخفاقات والتعقيدات البعيدة المدى لحرب لبنان الأولى، والأضرار التي تسببت بها الحروب التي وقعت في أعقابها كي نتوقف عن الإعجاب بالعمليات العسكرية "السريعة" والباهرة التي يمكنها أن تحل كل مشكلاتنا بضربة واحدة.

إن إسرائيل بحاجة إلى كل القوة العسكرية التي يمكن أن تراكمها، إلاّ إن استخدام هذه القوة يجب أن يكون حكيماً وحذراً وأن يبقى بمثابة الحل الأخير. لقد أثبتت التجربة أن إسرائيل اكتوت بالنيران في كل مرة تسرعت فيها في خوض الحرب. بيد أن الجمود السياسي السائد، وإظهار استعدادنا لخوض الحرب اليوم، بالإضافة إلى الحماسة الكبيرة لـ "الهجوم على إيران"، كل هذه الأمور تثبت أننا لم نقلع بعد عن إدماننا القديم والبشع.