· خلفت حرب لبنان الثانية لدى الجيش الإسرائيلي مرضاً خطيراً آخذاً في التفاقم، لم ينجح بعد في التغلب عليه رغم مرور عام على تلك الحرب. هذا المرض هو الاستهانة بالذات. ثمة أرقام ومعطيات تدل على ذلك موجودة على طاولة قادة قسم الموارد البشرية في الجيش الإسرائيلي ورئيس هيئة الأركان العامة، ويهتم بها وزير الدفاع إيهود براك أيضاً. فإذا كان كل طيار من اثنين في الجيش الإسرائيلي أصبح يرغب في ترك الخدمة بعد الحرب فمعنى ذلك أن الجيش مريض جداً.
· في عام 2005، قبل الحرب، قال 61% من ضباط الجيش النظامي إن المجتمع المدني ينظر إلى الخدمة العسكرية باعتبارها مهنة مرموقة. وبعد الحرب، في 2007، اعتقد 26% فقط من ضباط الجيش النظامي بأن مهنتهم تعتبر مرموقة.
· يمكن رؤية الضرر الناجم في المدى القصير عن هذا المرض، إذ أن عدة مئات من الضباط الشبان برتبة ملازم أول أو نقيب لم يوقعوا على استمارات الانضمام إلى الجيش النظامي بعد انتهاء خدمتهم الإجبارية. وهناك نقص كبير في المهن التكنولوجية المساندة للوحدات القتالية.
· تتهم القيادة العسكرية وسائل الإعلام بالمسؤولية عن هذا المرض، كما تتهم نمط الحياة الاستهلاكي وتدني رواتب الجيش، ولكنها لا تبحث عن متهم بين صفوفها. فقد جرت العادة أن يرغب الضباط في مواصلة الخدمة في الجيش بسبب القدوة الشخصية للقادة ذوي الاستقامة وبسبب المناخ المهني الجاد.