حماس تثبت للعالم يوماً بعد آخر إمكان الاعتماد عليها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      نجحت حركة حماس في إطلاق مراسل الـ بي بي سي، آلان جونستون، بواسطة اتفاق على الطريقة الغزيّة، أي انطوى على توليفة صحيحة ما بين العصا والجزرة والسلَّم. العصا تمثلت في أفراد القوة التنفيذية التابعة لحماس الذين انتشروا حول منطقة سكن حمولة دغمش وهددوا بالانقضاض عليها. أما الجزرة فتمثلت في الضمانات بعدم التعرّض للحمولة بعد الإفراج عن جونستون، وبأن يحتفظ أفراد الحمولة بجزء من أسلحتهم.

·      السلَّم الذي أتاح لزعيم الحمولة ممتاز دغمش، وهو مسلم مؤمن، أن ينزل عن الشجرة بصورة مشرفة، هو فتوى صادرة عن رجل دين كان وسيطاً بين حماس وجيش الإسلام ألزمت حمولة دغمش بالإفراج عن الصحافي الأجنبي.

·      إن الإفراج عن جونستون أمس يمنح حماس دَفعة إلى الأمام في الحلبة الدولية. فقد أثبتت الحركة أمام العالم أنه يمكن الاعتماد عليها. لقد وعدت بالإفراج عن جونستون ووفت بوعدها. كما أعلنت أنها ستحارب الفوضى والمسلحين والمخدرات، وهي تنجح في ذلك بصورة مثيرة للإعجاب. وينظر الجمهور الفلسطيني بإيجابية إلى نشاط حماس الحاسم ضد حمولة دغمش، التي تعتبر رمز جميع الظواهر السلبية في غزة.

·      في مقابل ذلك واجهت حركة فتح محنة. في اليوم الذي كان يفترض بالإعلام الفلسطيني أن يغطي بتوسع دفع الرواتب لموظفي السلطة الوطنية في أعقاب تدفق الأموال إلى صندوق الرئيس محمود عباس (أبو مازن) اهتمت وسائل الإعلام بجونستون. في هذه الأثناء يصبح قطاع غزة أكثر هدوءاً من يوم لآخر.