حرب 2006 صفعة لإسرائيل كحرب الغفران وانتفاضة الأقصى
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       في بعض الأحيان تحتاج الدولة إلى صفعة لكي تستفيق على الواقع الذي تغير من حولها. هذا ما حدث لإسرائيل في حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973) التي كلفتها 2600 قتيل، وفي انتفاضة الأقصى التي حصدت أكثر من ألف ضحية. والآن تلقت إسرائيل صفعة في الحرب من حزب الله. من المؤسف أن كيّ الوعي الإسرائيلي يقترن في كل مرة بالخسائر والتدمير والمفاجأة. وفي الدول العربية أيضاً يعتقد الكثيرون أن الحرب خلقت واقعاً جديداً. وحسب رأيهم، يجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في إخضاع حزب الله. وفي سورية يتساءلون عما إذا آن الأوان لتحرير هضبة الجولان بالقوة. ويقف مؤيدو السلام مع إسرائيل في العالم العربي موقفاً دفاعياً. إذا كان هذا هو الاتجاه. فالطريق مفتوحة أمام جولة حربية إضافية.

·       التدويل: دائماً وأبداً كانت إسرائيل تعارض من حيث المبدأ فكرة قيام جنود أجانب بالمهمة نيابة عنها. عندما سلّمت إسرائيل في الماضي بمرابطة قوة تابعة للأمم المتحدة، كان الأمر يتم رغماً عنها تقريباً. والآن يتعين على قوة دولية إبعاد صواريخ حزب الله وأن تشكل فاصلاً حامياً لإسرائيل.

·       المنع: بعد الانسحاب من لبنان بوقت قصير، اكتشفت إسرائيل أن إيران بدأت إرسال كميات هائلة من الصواريخ وغيرها من الأسلحة لحزب الله وتدريب رجاله. وبعد ذلك تبين أن سورية أيضاً تزود المنظمة بصواريخ ثقيلة. هذه المعلومات عرضت على رئيسي الحكومة إيهود براك وأريئيل شارون، لكنهما قررا عدم شن حرب وقائية....

·       الاستعداد: إسرائيل لم تفاجأ بقدرات حزب الله العسكرية، فالاستخبارات العسكرية والموساد كانا يعرفان ما يجري في المنظمة.... وكان ثمة آراء أخرى. هكذا على سبيل المثال أعر ب قائد المنطقة الشمالية، أودي آدم، في كلمة ألقاها في شباط الماضي عن تقدير مؤداه أن حزب الله يقوم بتعزيز قوته، غير أنه متجه نحو مسار سياسي....

·       المستقبل: بعد حرب 1973، أجرت إسرائيل أبحاثاً حول فشل التقدم ضد الصواريخ المضادة للطائرات التي أوقعت إصابات بطائراتها، ونجحت في تغيير الوضع. هذا ما يجب عمله الآن ضد صواريخ أرض – أرض والقذائف الصاروخية. هذا مجهود شاق ومكلف. علاوة على ذلك، على إسرائيل أن تقرر أنه إذا تعرضت للإصابة، فسيدفع العدو ثمناً باهظاً. مع ذلك، ينبغي ألاّ نتجاهل ما نعرفه منذ زمن طويل: هناك حدود للقوة، خاصة عندما يتعلق الأمر بدولة صغيرة.