من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يقتل نظام بشار الأسد عشرات المتظاهرين من أبناء شعبه يومياً، فتثور ثائرة الناس عندنا ويصفون ما يجري بـ "المذبحة" التي يرتكبها الأسد في حق أبناء شعبه. أمّا عندما يقتل الجيش الإسرائيلي 23 متظاهراً سورياً أعزلاً في يوم واحد، فيتفاخرون عندنا بـ"ضبط النفس" الذي مارسه الجيش الإسرائيلي.
· يتشابه المتظاهرون في حماه وفي الجولان في وسائل الاحتجاج السلمية التي يستخدمونها، وفي الأهداف التي يسعون لتحقيقها، أي رفض الوضع القائم وتغييره. وتتشابه ردة فعل القوات الأمنية من الطرفين [السوري والإسرائيلي] في مواجهة المتظاهرين، بصورة غريبة، وذلك في استخدامهما الرصاص الحي ضدهم. ويسارع المسؤولون عندنا إلى التوضيح بأن الجيش الإسرائيلي بذل قصارى جهده كي لا تقع حوداث قتل. صحيح أن عدد القتلى برصاص الأمن السوري أكبر، لكن أسلوب إطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل هو نفسه.
· لقد أقامت إسرائيل إلى جانب السياج الحدودي في الجولان "جداراً" افتراضياً جديداً أكثرتحصيناً من الجدار المادي من أجل الدفاع عن نفسها ضد المتظاهرين على الحدود، وهو نوع من جدار خلقناه لأنفسنا من خلال عالم خاص بنا يقوم على الأمنيات والكذب على النفس المضلل والخادع. فنحن نعتبر المتظاهرين في حماه مناضلين من أجل الحرية، أمّا المتظاهرون في الجولان فهم، في نظرنا، مأجورون ومشاغبون وإرهابيون. ونعتبر اجتياز الحدود في الجولان خطراً على السيادة الإسرائيلية على الرغم من عدم وجود دولة في العالم تعترف بهذه السيادة على الجولان.
· نقول لأنفسنا إن الأسد يحرّض الشباب الفلسطيني من أجل تحويل الانتباه عمّا يجري داخل بلده، لكن الحقيقة أننا نحن أيضاً لا نريد أن نوجّه انتباهنا إلى أهداف هؤلاء الشباب، ولا نريد أن نصغي إليهم. فهل توقف أحدنا مثلاً أمام قصة الشاب الفلسطيني - السوري الذي تسلل [بعد اجتياز الحدود في الجولان في ذكرى النكبة] إلى يافا من أجل زيارة منزل أجداده؟ ربما علينا أن نذكّر القارىء الإسرائيلي بأن هؤلاء المتظاهرين هم أولاد اللاجئين الذي طردوا وفروا من إسرائيل سنة 1948 ولم يُسمح لهم بالعودة، كما أن جزءاً آخر منهم طُرد من الجولان سنة 1967 بمبادرة إسرائيلية. وعلينا ألاّ ننسى أنهم أبناء الجيل الثالث من اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات في ظل أوضاع غير إنسانية، وقد يكون هذا بسبب النظام السوري، لكن إسرائيل تتحمل أيضاً المسؤولية عن مصيرهم.
· ربما يتعين علينا أن نقول إن نضال المتظاهرين في الجولان مشروع تماماً مثل نضال أخوانهم ضد النظام السوري، فالكل يسعى لحياة حرة وكريمة.
· في العالم العربي الجديد الآخذ في التبلور أمام أعيننا، علينا أن نصغي إلى مطالب هؤلاء الشباب، وخصوصاً إذا ظل نضالهم سلمياً، ويجب ألاّ ندفن رؤوسنا في الرمل، ونبني الجدار تلو الجدار.