شكوى إسرائيلية إلى الأمم المتحدة: سورية تحاول تصعيد الوضع في منطقة الحدود
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قدمت إسرائيل مساء أول أمس (الثلاثاء) شكوى إلى السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون ضد الحكومة السورية اتهمتها فيها بتأجيج التظاهرات العنيفة التي جرت يوم الأحد الفائت في هضبة الجولان في مناسبة "يوم النكسة" [حرب حزيران/ يونيو 1967].

وأكدت الشكوى التي وقعها نائب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة حاييم فاكسمان أن الحكومة السورية هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن سقوط قتلى وجرحى في هذه التظاهرات الاستفزازية. وكانت تقارير وسائل الإعلام السورية قد أشارت إلى سقوط 22 قتيلاً و350 جريحاً بنيران قوات الجيش الإسرائيلي في أثناء هذه التظاهرات.

كما حمّلت الشكوى الحكومة السورية مسؤولية منع حدوث أي خرق في المستقبل لاتفاق فصل القوات بين الدولتين وفقاً لالتزاماتها الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن.

وأشار فاكسمان إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل وجهت تحذيرات إلى الحكومة السورية من مغبة تأجيج تظاهرات كهذه إلاّ إن هذه الحكومة لم تحرّك ساكناً لمنع انطلاق التظاهرات نحو منطقة الحدود مع إسرائيل، مؤكداً أن "الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن السلطات السورية تهدف من وراء ذلك إلى صرف أنظار الأسرة الدولية عن ممارسات القمع العنيفة التي ترتكبها ضد أبناء شعبها، وبناء على ذلك فإننا نطالب الأمم المتحدة بأن تنقل إلى سورية رسالة صارمة فحواها أن استفزازات كهذه يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الأوضاع، لذا عليها أن توقفها حالاً".

تجدر الإشارة إلى أنه خلافاً لما حدث في "يوم النكسة" يوم الأحد الفائت، فإن "يوم القدس" الذي جرى إحياؤه أول أمس (الثلاثاء) مرّ بهدوء نسبي في كل من المناطق [المحتلة] والمنطقتين الحدوديتين مع سورية ولبنان. وقد جرت عدة تظاهرات عنيفة في الضفة الغربية في مناسبة هذا اليوم، لكنها لم تسفر عن وقوع أي إصابات. كذلك تم الحفاظ على الهدوء في هضبة الجولان وفي منطقة الحدود مع سورية.

وفي هذه الأثناء عملت قيادة المنطقة العسكرية الشمالية على ترميم السياج الحدودي وعلى تعميق الخنادق التي تمنع اختراق الحدود قبالة بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان، وجرى تقليص عدد قوات الجيش الإسرائيلي المرابطة في تلك المنطقة.

وقال مسؤولون رفيعو المستوى في الجيش الإسرائيلي إن السلطات السورية منعت يومي الاثنين والثلاثاء الفائتين مجموعات من المتظاهرين من الاقتراب من "تلة الصراخ" في الجانب الشرقي من الحدود.

من ناحية أخرى أكد ضابط رفيع المستوى في الشرطة الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس" أن الشرطة شكلت لجنة خاصة لتقصي وقائع حوادث قذف الحجارة على أفراد الشرطة في بلدة مجدل شمس، وأنها ستقوم قريباً بحملة اعتقالات في صفوف سكان هذه البلدة.

في الوقت نفسه ساد الهدوء التام في منطقة الحدود مع لبنان، وذلك بسبب منع قوات الجيش اللبناني أي محاولات للاقتراب من السياج الحدودي المحاذي لإسرائيل.