الحظر على حكومة فتح وحماس قد يدفع نحو قيام منظمات في غزة على شاكلة "فتح الإسلام" في لبنان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      ثمة إسقاطات للحوادث الدموية الدائرة في مخيم نهر البارد في لبنان على الفلسطينيين، وبالتالي على إسرائيل أيضاً. صحيح أن شاكر العبسي قائد جماعة "فتح الإسلام" المقربة من منظمة "القاعدة" هو فلسطيني، لكن غالبية أعضاء جماعته، الذين يتراوح عددهم ما بين 300 و 500 شخص، سعوديون وسوريون وجزائريون ولبنانيون وأبناء دول عربية أخرى.

·      بحسب قول صحافي فلسطيني من القدس الشرقية، كانت هناك مؤشرات كثيرة إلى أن العبسي وجماعته تلقوا مساعدات مالية من جهات سعودية لإنشاء قوة أصولية إسلامية سنيّة في لبنان تشكل وزناً مضاداً لقوة حزب الله الأصولية الشيعية. وقال بعض من يعرفهم هذا الصحافي في طرابلس إن هذه الجهات السعودية أوقفت تحويل الأموال إلى الجماعة المذكورة، ولذا سطا عناصرها على البنك الذي كانوا يتلقون الأموال من خلاله.

·      ليس من قبيل المصادفة أن الجماعات الإسلامية المتطرفة استقرت في مخيم نهر البارد وفي مخيمات أخرى في لبنان. فلا يوجد في هذه المخيمات أي حضور للسلطة، ولا يوجد فيها قانون ونظام. وهذا بالضبط هو الاتجاه الذي يسير نحوه قطاع غزة. إن انعدام السلطة والضائقة الاقتصادية يشكلان أرضاً خصبة للمنظمات الإرهابية. وقد بدأت تظهر في غزة جماعات مماثلة تدعي العمل باسم الإسلام.

·      على هذه الخلفية ربما يجدر بإسرائيل أن تدرس مرة أخرى مسألة الحظر الذي تفرضه على الحكومة الفلسطينية التي تشارك فيها حماس. هذا الحظر يفاقم المرارة والضائقة، ويشكل عبئاً على حماس، ويدفع الأمور نحو قيام منظمات على شاكلة "فتح الإسلام" في لبنان. ولن يكون الفلسطينيون الوحيدين الذين سيدفعون ثمن ذلك وإنما إسرائيل أيضاً، التي لم ترغب في حماس فوجدت نفسها في مواجهة "القاعدة". وهذا هو، على ما يبدو، رأي طوني بلير الذي قال في نهاية الأسبوع الماضي إن حماس ترسل إشارات إيجابية بشأن السلام، ولمح إلى وجوب الاستجابة لها.