· منذ توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، لم يقم أي ممثل عن مصر بزيارة إيران، بيد أن مرسي زار طهران هذه المرة، لأنه كان على مصر تسليم إيران الرئاسة الدورية لاتحاد دول عدم الانحياز.
· ظاهرياً قد تكون مشاركة مرسي في هذا المؤتمر، وهو المصر على إظهار استقلاله عن الأميركيين والغرب، تصب في مصلحة إيران، لكن عملياً فإن مرسي لم يلب التطلعات التي توقعها الإيرانيون منه، وإنما على العكس من ذلك، فقد ترك خطابه أصداء سلبية فيما يتعلق بالخطة الإيرانية الرامية إلى تصوير مشاركة مصر في المؤتمر دليلاً على "حلف استراتيجي" بين مصر وإيران ضد الغرب.
· وقد أحدث خطاب مرسي، الذي تحدث فيه عن نضال الشعبين الفلسطيني والسوري من أجل الحرية والكرامة، صدمة لدى الإيرانيين وحلفائهم السوريين الذين سارعوا إلى مغادرة قاعة المؤتمر. ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد تُرجم كلام الرئيس المصري في التلفزيون الإيراني بطريقة غامضة وغير صحيحة، ففي كل مرة كان يرد في الخطاب كلام عن جرائم النظام السوري، كان يتم استبدال كلمة سورية بالبحرين، التي يعتبرها الإيرانيون تحت حمايتهم الشيعية، ويحاولون استخدامها كجسر لهجومهم المستقبلي ضد دول الخليج. وقد أدى هذا الكذب المقصود في الترجمة الإيرانية إلى تصوير الرئيس المصري كمؤيد للنظام السوري ومعاد للسلطات البحرينية.
· لقد شدد التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية على مواصلة طهران تطوير السلاح النووي، الأمر الذي يتعارض مع تعهدات إيران بأن مشروعها النووي هو لخدمة أغراض سلمية. وفي هذا السياق فإن التردد الأميركي بشأن إيران يعطي الموضوع حجماً مأساوياً.