تعتقد الجهات الأمنية التي شاركت مساء أمس (الأربعاء) في المشاورات الأمنية التي عقدت في ديوان رئيس الحكومة أن مدينة عسقلان قد تكون الهدف التالي لحركة حماس. وحذرت تلك الجهات من احتمال استخدام الحركة وغيرها من المنظمات "الإرهابية" العاملة في قطاع غزة صواريخ غراد، التي يبلغ مداها 22 كم، في قصف عسقلان، في ضوء التصعيد الأخير وجراء إلغاء سياسة ضبط النفس الإسرائيلية تجاه القطاع.
وأصدر رئيس الحكومة ووزير الدفاع تعليمات إلى المؤسسة الأمنية والمؤسسات المدنية تقضي بالاستعداد لاحتمال لجوء المنظمات "الإرهابية"، نتيجة إلغاء سياسة ضبط النفس، إلى التصعيد وإطلاق صواريخ طويلة المدى على المنطقة الواقعة شمالي سديروت. وقالت الجهات الأمنية خلال المشاورات إن حماس تحاول جر إسرائيل إلى داخل قطاع غزة لأن من شأن ذلك توحيد القوى الفلسطينية في المواجهة الداخلية العنيفة الدائرة فيه. غير أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت قال إن هناك حدوداً للصبر على التعرض للسيادة.
وأوضحت مصادر سياسية اشتركت في المداولات الطارئة التي عقدت في ديوان رئيس الحكومة أن القرارات التي اتخذت أمس لا تقر للجيش الإسرائيلي القيام بحملة عسكرية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، وقالت: "في هذه المرحلة لا توجد لدينا نية دخول غزة والتمرغ في وحلها. غايتنا هي العمل ضد أهداف موضعية، أي ضد تهديدات الإرهاب وبناه التحتية، ولا سيما الذين يطلقون صواريخ القسام. التصاريح التي أعطيت للجيش الإسرائيلي أعطيت بناءً على صلاحيات منحها مجلس الأمن القومي لرئيس الحكومة ووزير الدفاع في جلسته التي عقدت في الأسبوع الماضي. بالأمس شاهدنا عمليتين قام بهما سلاح الجو، وستتكرر مثل هذه العمليات من دون قيود زمنية". وسيلتئم المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الأحد المقبل لمتابعة النقاش الاستراتيجي بشأن السياسة الإسرائيلية تجاه الإرهاب في غزة.