بقاء ليفني وبيرتس في حكومة أولمرت وتجاوُزه الانقلاب داخل كديما يساعدانه على تخطي محنته
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      اجتاز إيهود أولمرت أمس بنجاح اختباره الأول في أعقاب التقرير الخطر للجنة فينوغراد. فقد زال الضغط من أجل إطاحته، وبدلاً من الانشغال بمسؤوليته عن تقصيرات الحرب، وبالدعوات إلى استقالته سيتناول الإعلام اليوم خصمه، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. إن قرار ليفني البقاء في حكومة أولمرت، بعد أن دعته إلى الاستقالة، زود كل منتقديها بالوقود.

·      أولمرت ينظر الآن من حوله بارتياح. ليفني باقية في وزارة الخارجية، مُستضعفة ومُهانة. والانقلاب في كديما ذاب مثل فقاعة صابون، وكذلك الخوف من موجة استقالات لدى الوزراء من شأنها أن تؤدي إلى انهيار حكومة أولمرت وإلى استقالته.

·      أولمرت لا يعزو أية أهمية أو وزناً لمواقف عمير بيرتس في الشؤون الأمنية. لكن ما دام بيرتس باقياً في وزارة الدفاع، فهذا يعني أن حزب العمل باق كشريك مخلص في الائتلاف، وأن شخصاً آخر ممن انتقدهم تقرير فينوغراد جالس على كرسيه ولا يدع أولمرت وحيداً.

·      المناورة التي لجأ إليها أولمرت كانت بسيطة، فقد غيّر تكتيكه، ومنذ الأول من أمس بدأ مساعدوه يتكلمون عنه كما لو أنه رئيس حكومة لفترة انتقالية، أي حتى صدور التقرير النهائي للجنة فينوغراد في الصيف المقبل.

·      فينوغراد اعتبر أولمرت فاشلاً، لكنه منحه هدية أغلى من الذهب، في هيئة أجندة. فبعد طيّ صفحة خطة التجميع، واتضاح أن المحادثات مع محمود عباس (أبو مازن) لا طائل فيها، وجد أولمرت قضية جديدة ينهمك فيها هي تطبيق توصيات لجنة فينوغراد. وسيحاول تسويق نفسه كمصلح قومي.

لحظات الهدوء الحالية لا تضمن الراحة لأولمرت. فلا تزال أمامه تحديات غير بسيطة. هل ستقود تظاهرة هذا المساء إلى موجة من الاحتجاجات الجماهيرية؟ وأهم من هذا، هل سينتصر إيهود براك في الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب العمل، ويُستبدل بيرتس في وزارة الدفاع؟ كيف سيتعامل أولمرت مع ليفني، هل سيقيلها أم سيذلها أم سيبقيها إلى جانبه بلا حول ولا قوة؟