أولمرت يبرر عدم استقالته بعدم القدرة على تأليف حكومة أخرى تطبق توصيات "فينوغراد"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      تقرير لجنة فينوغراد هو الصفعة الأشد قسوة التي تم تسديدها إلى زعيم إسرائيلي على مر السنين. واستنتاجات اللجنة بشأن رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، مذهلة في خطورتها، وتنفي تماماً سدادة الرأي من قراره بشن حرب لبنان الثانية. وقد رفضت اللجنة رواية أولمرت أن قرار تغيير سياسة "الاحتواء" التي اتبعها أسلافه في الشمال اتخذ قبل عدة أشهر من الحرب، وخرجت بانطباع فحواه أنه قرر، بتسرع، عملية عسكرية واسعة وحدد لها أهدافاً خيالية غير قابلة للتحقيق.

·      اطلع أولمرت على التقرير وقرر، كما هو متوقع، أن عليه البقاء في منصبه. وبذا فإنه لا يرى أية مشكلة أخلاقية في استمرار ولايته، على الرغم من الانتقادات الشديدة التي وجهت إليه. وبحسب تقدير أولمرت للموقف السياسي فإن استقالته ستؤدي إلى انتخابات جديدة. وهو لا يؤمن بأن أياً من زملائه قادر على تأليف حكومة بديلة في الكنيست الحالي.

·      سيتصدر حملة أولمرت من أجل البقاء الادعاء أن الدولة، في حال استقالته، سيزج بها في حمأة انتخابات. ولذا فإن توصيات فينوغراد سيتم حفظها في الدرج وستنسى. وبهذا ستُفوّت الفرصة لإصلاح عملية اتخاذ القرارات الوطنية.

·      من الصعب على أولمرت أن يفهم الآن أين كان كل الخبراء وكل أصحاب الفهم والتجارب والمراتب في الأيام الأولى من الحرب. ففي حينه أيدوا قراراته بحماسة ودعموه في كل قرار اتخذه. ولم يطرح أي من هؤلاء بديلاً أو توصية أخرى. فهل أصيبت الدولة كلها بالعمى؟ لا شك في أن هذا السؤال يستوجب حساباً عاماً عسيراً للنفس، بعيداً عن مسؤولية أصحاب القرار.