من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه نجح في إحباط محاولة من حركة حماس أمس لتنفيذ عملية كبيرة هدفت على ما يبدو إلى اختطاف جندي على حدود قطاع غزة. وأعلنت المنظمة الفلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق عشرات قذائف الراجمات وصواريخ القسام على النقب الغربي، لكنها لم تسفر عن أي خسائر بشرية. وقدّرت مصادر سياسية وأمنية أمس أن إسرائيل ستكتفي برد محلي على هجوم الصواريخ وقذائف الراجمات، وأنها لن تشن، في الوقت الراهن، حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة.
وسيقدم الجيش الإسرائيلي إلى رئيس الحكومة إيهود أولمرت اليوم عدداً من الاقتراحات بينها استئناف عمليات الاغتيال وضرب وُرَش صناعات الأسلحة الفلسطينية في القطاع. ومع ذلك فإن رئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي لا يؤيد، في هذه المرحلة، القيام بعملية واسعة لاحتلال أجزاء من قطاع غزة. وقدّرت مصادر عسكرية رفيعة المستوى أن إسرائيل ستصعّد ردها، لكن ليس بطريقة تؤدي إلى تدهور شامل. وأضافت المصادر أن لجوء حماس إلى الهجوم بهذا الشكل الواسع النطاق، وحتى تصريحها بذلك علناً، يشكل خرقاً للوضع القائم ويفرض على إسرائيل أن تدرس بعمق سبل الرد عليه.
وقد شنت حركة حماس نحو الثامنة من صباح أمس هجوماً على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل. وجاء في بيان كتائب عز الدين القسام، أن 28 صاروخاً و 61 قذيفة راجمات أطلقت على عدد من المواقع الإسرائيلية. وتمكن الجيش الإسرائيلي من تحديد نحو عشرة أماكن فقط سقطت عليها الصواريخ والقذائف، ويبدو أن العدد الحقيقي للقذائف والصواريخ أدنى من الذي ذكرته حماس. وأسفر إطلاق الصواريخ والقذائف عن وقوع أضرار في عدد من المباني الزراعية. وستقدم إسرائيل اليوم احتجاجاً شديد اللهجة إلى مجلس الأمن على إطلاق الصواريخ.
وكانت حركة حماس استأنفت مؤخراً العمليات العسكرية انطلاقاً من قطاع غزة، بجرعات خفيفة. ويعتبر الإعلان الذي صدر عنها أمس استثنائياً؛ فمنذ أن توصلت مع فتح على اتفاق بشأن التهدئة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، امتنعت من تبني المسؤولية عن إطلاق الصواريخ، على الرغم من أنها كانت ضالعة في بعض الحوادث.
ويعقد أولمرت صباح اليوم مشاورات أمنية مع وزير الدفاع عمير بيرتس وكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية. وفي هذه المشاورات سيقدم جهاز الأمن العام وشعبة الاستخبارات العسكرية تقارير استخبارية تتمحور حول مسألة هل كان الأمر يتعلق بـ "خرق تهدئة استراتيجي" من جانب حماس وأنها ستعود إلى دائرة المواجهة مع إسرائيل، أم يتعلق بحادث موضعي لن يعوق الاستمرار في وقف إطلاق النار في غزة.
وقد اقتصر البيان الرسمي الذي صدر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي على أن "حماس حاولت تنفيذ عملية إرهابية اتخذت شكل عملية واسعة النطاق ومعقدة"، وأن "قوات الجيش الإسرائيلي عملت بسرعة وحزم وأربكت محاولة تنفيذ العملية". غير أن مصادر عسكرية رفيعة المستوى قالت لصحيفة "هآرتس" إن الأمر يتعلق بمحاولة خطف خُطط لتنفيذها تحت ستار تحويل انتباه باستخدام إطلاق النار على طول الجبهة. وكان من المزمع أن تتم عملية الخطف على الحدود الجنوبية للقطاع على ما يبدو على غرار عملية خطف العريف غلعاد شليط في 25 حزيران/ يونيو من العام الماضي، أي باستعمال نفق تحت الأرض.