· لدى سماع التنبؤات المتفائلة لرئيس الحكومة، إيهود أولمرت، بشأن إحراز تسوية سلمية خلال مدة محددة، ندرك أن ثمة تنازلات سياسية إضافية تلوح في الأفق على ما يبدو. وهناك مبادرتان - المبادرة السعودية وتلك المسماة مبادرة جنيف- سبق أن رفضهما أريئيل شارون وتحظيان الآن باهتمام أولمرت وتسيبي ليفني. وإذا ما تم تبني بنود هاتين المبادرتين، فإن هذه الخطوة ستنضم إلى مسيرة التنازلات والانسحابات والتراجعات التي تنفذها إسرائيل منذ نحو 10 أعوام بصورة أحادية الجانب تقريباً ومن دون أية فائدة تذكر.
· في صيف سنة 2000 حاول رئيس الحكومة إيهود براك، لأول مرة، أن يصل إلى نهاية الصراع دفعة واحدة. لكن ياسر عرفات رفض اقتراحاته ولم يكلف نفسه عناء طرح اقتراحات مضادة. وبعد تبدّل حكومة براك وفي ظل العنف المتصاعد استمر التآكل في مواقف إسرائيل المبدئية. وفي خطاب اللطرون سنة 2003 قال رئيس الحكومة شارون إن دولة فلسطينية قد قامت بصورة غير مباشرة، وقد جرّ تصريحه هذا طرح خطة خريطة الطريق للرباعية الدولية التي حددت مهلة 4 أعوام لتوقيع اتفاق سلام، ودعت إلى إقامة دولة فلسطينية حتى قبل ذلك بلا مقابل موازٍ.
· بعد عدة أشهر أطلق شارون مبادرة "الانفصال" التي انطوت على تنازلات جديدة، ومنها تفكيك الكتل الاستيطانية والانسحاب الكامل إلى حدود 1967 قبل الاتفاق على الحل الدائم من دون أي مقابل. وبضغط من بنيامين نتنياهو استطاع شارون أن يحصل من الأميركيين على عدة تفاهمات بشأن الاتفاقات الدائمة المستقبلية.
· عندما انتهى الانفصال أعلن مهندسوه، وبينهم أولمرت وليفني، إجراءات مماثلة في الضفة الغربية في إطار "خطة التجميع". لكن عجز محمود عباس (أبو مازن) وصعود حماس إلى الحكم وحرب لبنان الثانية عرقلت هذه الخطة، وكانت التوقعات أن يتم استخلاص الدروس، غير أن ما يتضح الآن هو أن الانطواء الأحادي الجانب قد يستمر.