إذا لم تحقق المفاوضات مع الفلسطينيين تقدماً خلال ثلاثة أشهر فالإدارة الأميركية ستتدخل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • إن وزراء الخارجية الذين التقوا وزير الخارجية الأميركي جون كيري على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة سمعوه يقول إنه إذا لم يتحقق أي تقدم حقيقي في المفاوضات الجارية بين إسرائيل والفلسطينيين حتى كانون الثاني/ يناير المقبل، فإن الإدارة الأميركية ستتدخل بما يجري وستطرح أفكاراً خاصة بها. وقد أعرب كيري عن رضاه على المفاوضات والأجواء الجيدة التي تسودها، لكن كان من الصعب أن نرى في كلامه حماسة تجاه ما تم من تقدم فيها.
  • تذكرنا المفاوضات الحالية إلى حد كبير بالجولة القصيرة للمحادثات التي جرت في الأردن السنة الماضية ولم تسفر حينها عن شيء. لكن كيري ليس مستعداً لتكرار الفشل السابق، ففي رأيه الكرة اليوم في مرمى الطرفين، لكنها لن تبقى معهما فقط في حال أنهما خلال ثلاثة أشهر من الموعد المحدد لانتهاء المفاوضات لم يحققا أي تقدم وبقيا يخوضان في مياه راكدة.
  • لا أعرف ما إذا كان مثل هذا الكلام قاله الرئيس أوباما في حديثه مع نتنياهو. لكن ما يمكن أن نلمسه من كلام الرئيس الأميركي أن المحادثات لن تستمر إلى ما لا نهاية، وأن رئيس الحكومة كان صريحاً في كلامه. والصراحة هي دائماً دليل على الاختلاف في وجهات النظر، ومن المحتمل أن موضوع التدخل المحتمل للإدارة الأميركية في المفاوضات كان هو أيضاً موضع خلاف. ومن الواضح أن أوباما وكيري مصران على عدم السماح بانهيار المفاوضات لأنها ستكون المحاولة الأخيرة التي ستبذلها إدارة أوباما من أجل حل النزاع. وهما بالتأكيد يقرآن المقالات مثل المقال الذي نشره الأمير حسن الأردني في صحيفة "دايلي ستار" بشأن ضرورة انضمام إسرائيل إلى دول المنطقة بعد السلام، وهما يعرفان أن السلام الإسرائيلي- الفلسطيني ذو أهمية استراتيجية من أجل قيام شرق أوسط جديد موال للغرب.
  • وعلى الرغم من ضآلة المعلومات التي تتسرب عن المفاوضات السياسية الجارية، فإن ثمة أمل بأن يفاجئنا الطرفان بعد بضعة أشهر بإعلان توصلهما إلى اتفاق يشمل جميع الموضوعات: القدس واللاجئون، والحدود، والأمن ومستقبل المستوطنات. طوبى لمن يعتقد ذلك، ولكن من المعقول جداً الافتراض أن دخول الولايات المتحدة في الصورة في كانون الثاني/يناير المقبل احتمال فعلي.
  • إن التجارب الماضية من هذا النوع لم تحقق نجاحاً كبيراً، إذ لدى طرفي المفاوضات قدرة أكبر مما لدى دولة عظمى لمعرفة ما هو الأساسي وما هو الثانوي، وكذلك كيفية التوصل إلى تسوية. ومن يقارن بين خطة كلينتون (التي لم تعد مطروحة رسمياً مع انتهاء ولايته في 19 كانون الثاني/يناير 2001) ومبادرة جنيف (غير الرسمية هي كذلك، والتي سيكون قد مرّ عليها في كانون الأول/ ديسمبر المقبل عشر سنوات) يمكنه أن يؤكد ذلك. بل اعترف كلينتون نفسه بذلك قبل بضعة أعوام. لذا وقبل أن يأتي الأميركيون بأفكارهم التي بعضها متوقع وبعضها الآخر لا يناسب الطرفين، يجب علينا أن نأخذ في الحسبان أن الإدارة الأميركية جدية في ما تقول، ومن الأفضل أن نفاجئها بالتوصل إلى اتفاق ثنائي بدلاً من الدخول في جدل معها في كانون الثاني/يناير المقبل.