من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· مَنْ تحدث مع كوندوليزا رايس، خلال زيارتها الأخيرة للقدس، أثار إعجابه إصرارها على أن توظف بقية ولايتها في وزارة الخارجية الأميركية في دفع "حل الدولتين" للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني قدماً. لا شك في أن لرايس مصالح شخصية، سياسية واستراتيجية في جولاتها المتكررة إلى الشرق الأوسط. فمن الأفضل لها أن تبتعد عن مشكلات العراق وأن تظهر بمظهر صانعة السلام، في الوقت الذي ينهمك زملاؤها في الإدارة الأميركية في الحرب. وعليها أن تُظهر أنها تعمل من أجل الفلسطينيين كي ترضي السعودية ومصر وتربطهما بالجبهة ضد إيران.
· المساهمة الرئيسية لإدارة بوش، بقيادة رايس، تتمثل في تثبيت فكرة الدولة الفلسطينية في الوعي الدولي. كما أن بوش ورايس فرضا على أريئيل شارون تجميد البناء في المستوطنات خارج نطاق الجدار الفاصل في الضفة الغربية، وحثّاه على الانسحاب إلى الخط الأخضر في القطاع.
· الفشل الأكبر لبوش ورايس كمن في تسويق سياستهما للعالم، الذي ظهرا فيه مؤيدين ضريرين لإسرائيل ووسيطين غير نزيهين. وقد فشلا أيضاً في محاولة إقناع إسرائيل بتخفيف حصارها الاقتصادي المضروب على الفلسطينيين، وبضرورة الانتخابات الفلسطينية التي جرت في حينه وأوصلت حماس إلى الحكم. وتعتقد رايس أن المشاركة السياسية على المدى البعيد ستضفي ليونة على مواقف حماس وستعزز القاعدة الشعبية للحكم الفلسطيني. لكن في الواقع الحالي أدت نتائج الانتخابات إلى الحيلولة دون أي تقدم.
خلال هذا الأسبوع تعلمت رايس أن الشرق الأوسط لا يوجد فيه أخيار وأشرار، وأن كل تحالف جيد في حينه. معتدلو الأمس يتحالفون اليوم مع المتطرفين، مثلما حدث في "اتفاق مكة" بين عباس وخالد مشعل. من الممكن التخمين أن رايس غضبت على عباس، لكنها وعدت بالعودة في رحلة مكوكية جديدة، ولهذا السبب فقط هي تستحق كلمة طيبة، حتى لو كان من الصعب عليها أن ترى الواقع.