من الواضح لقيادة الجيش العليا أنه لا يمكن التوصل إلى حسم عسكري قاطع في المعركة التي نخوضها الآن. ولا يرجع ذلك إلى أن الجيش لا يريد أو لا يستطيع أن ينتصر، وإنما لأنه من الصعب تحقيق انتصار عسكري واضح على منظمة تخوض حرب عصابات ـ وخاصة، إن كانت دوافعها نابعة من تعصب ديني ـ ولأن ثمن انتصار كهذا بالخسائر البشرية مرتفع جداً. لذلك إن الوضع الحالي، حتى ولو تم سحق حزب الله تماماً، فلن يرفع الرايات البيضاء في أرجاء لبنان، ولن يوقع نصر الله على اتفاقية استسلام في أفضل الأحوال.
ما سنشهده هو أن المقاومة البرية في جنوب لبنان ستضعف جداً، وسيهرب المقاتلون والنشطاء إلى قرى واقعة شمالي الليطاني وفي البقاع. وستنخفض أعداد الكاتيوشا والصواريخ المطلقة باتجاه إسرائيل إلى عشرة أو عشرين في اليوم، وستكون أقل دقة. وستكون من علامات الضعف الذي سيصيب حزب الله ازدياد الانتقادات الموجهة للمنظمة الشيعية من جانب الطوائف الأخرى ووسائل الإعلام في لبنان. إن هذا هو الوضع الذي يرغب الجيش بالوصول إليه. لا ضربة قاضية، بل انتصار بالنقاط، يمكّن الحكومة الإسرائيلية من إجراء المفاوضات السياسية من موقع قوة.
إن هدف الهجوم هو التوصل إلى إنجاز يخترق الوعي: تحطيم الأسطورة التي يحاول نصر الله الترويج لها .... وفرضية الجيش أنه إذا تبخرت أسطورة " لا يمكن هزيمتنا في معركة برية" فإن المنظمة ومن يرعاها سيكونون أكثر براغماتية ومرونة في المفاوضات السياسية.