أهداف إسرائيل على الصعيد الإقليمي للسنة العبرية الجديدة 5774
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

أولاً: نهاية ناجحة للمفاوضات مع الفلسطينيين

  • لا ينبغي على الأطراف المعنية أن تنهي المفاوضات بالاعتراف بفشلها. فجميعنا، أي نحن والفلسطينيون والإدارة الأميركية، يجب أن نبذل كل ما أمكن للحيلولة دون ذلك. وإذا تبين أن التباينات الأيديولوجية بين حكومة نتنياهو ومنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة محمود عباس، كبيرة جداً (مثلما تبدو عليه اليوم)، ينبغي بذل مجهود إضافي للتوصل إلى حل يقضي بالإعلان فوراً عن قيام دولة فلسطينية ضمن حدود موقتة انسجاماً مع المرحلة الثانية من "خطة الطريق" التي وضعتها إدارة الرئيس بوش. وسيتوجب إعطاء محمود عباس ضمانات بألا تتحول التسوية الموقتة إلى تسوية دائمة، وتكون هذه الضمانات المهمة الرئيسية للولايات المتحدة الأميركية. وإذا فشلت المحادثات، فإن هذا سيدفع بالفلسطينيين نحو الأمم المتحدة وسيدفع بحكومة إسرائيل إلى البناء من جديد في المستوطنات، وسيعلي الأصوات المناهضة لحل الدولتين، وسيبعدنا عن ضمان مستقبل إسرائيل بوصفها دولة يهودية وديمقراطية في آن معاً.
  • وفي غضون ذلك، تجري المحادثات وكأن التسعة أشهر تسعة أعوام، فقد مر شهر ولم يحدث شيء. يعقد لقاء تفاوضي أسبوعي لكن لا يحضره أي طاقم مفاوض متخصص من جانبنا. ولم تشكل لجنة تضم مهنيين لإدارة المفاوضات. ولا يتعدى الأمر نشاط جانبي تقوم به وزيرة العدل الإسرائيلية [تسيبي ليفني] المنشغلة بالمسائل اليومية لوزارتها، وبمؤتمرات المحامين الإقليمية، بالإضافة إلى نشاط محام خاص [مولخو] ينحي متابعة قضاياه جانباً لعقد لقاءات "سرية" مع شركائنا الفلسطينيين.
  • لا أدري لماذا تجري الأمور هكذا، ولماذا لا نكرس كل لحظة للعمل على تقدّم المسار الذي وافقنا على العودة إليه، ولماذا إسرائيل غير مستعدة للدخول إلى قاعة المفاوضات بحضور [المبعوث الأميركي] مارتن إنديك (هل لأنه يهودي؟ أم لأنه كان سفيراً في إسرائيل؟ أم لأنه كان عضواً في منظمة "الإيباك"؟) ما الذي ينبغي أن يفعله أيضاً دبلوماسي أميركي كي يحق له المشاركة في جلسات المفاوضات المهمة إلى كل هذا الحد؟ وفي الواقع فإن الفلسطينيين هم الذين يطالبون بحضوره.
  • حبّذا لو نسمع خبراً ساراً عن تحقيق اختراق بعد نحو ثمانية أشهر. لكنني أخشى كثيراً عدم حصول هكذا أمر، إلاّ إذا أجري تغيير حقيقي فوري في طريقة العمل. وإذا كان هناك أحد من طرفنا يعتقد أنه "يكسب الوقت"، فسيتضح له أن فشل المحادثات سيضعنا في موقف أصعب منه قبل أن نعاودها.

ثانياً: ضمان العلاقات مع مصر

  • ينبغي أن نتابع التطورات الجارية في مصر بهدف المحافظة على مصالحنا الحيوية: ضمان الهدوء على حدود سيناء، والمحافظة على معاهدة السلام، واستقرار الأوضاع في مصر. ولا يقل أهمية بالنسبة لنا أيضاً في المستقبل، تجنب احتضان الحكومة المصرية حركة حماس.
  • إن مواصلة التنسيق مع الجيش المصري في كل ما يتعلق بالجهود المبذولة لمنع الإرهاب من الانتشار في شبه جزيرة سيناء، أمر حيوي. ومن هنا، ينبغي مواصلة إظهار المرونة إزاء دخول قوات مصرية إلى سيناء بسبب تلاقي المصالح الإسرائيلية والمصرية هناك. أما بالنسبة لقطاع غزة، فإن إغلاق الأنفاق الحدودية يسمح لإسرائيل بإظهار سخاء أكبر في كل ما يتعلق بالممرات بينها وبين القطاع، بالتنسيق مع مصر.
  • كما أن إسرائيل مفيدة جداً للحكم المصري الحالي في تعامله مع الغرب. إن ادعاء أن ما حدث لم يكن انقلاباً عسكرياً مدعاة للشفقة. فما حدث هو انقلاب عسكري يهدف إلى منع تدهور الحكم نحو ثيوقراطية مستبدة. وبوسع إسرائيل المساعدة في إقناع الغرب بذلك، شرط أن يكون النظام المصري أكثر حذراً، ويمتنع عن قتل مواطنيه.
  • لكن إذا استمر الوضع الحالي وزادت أعداد القتلى بين المواطنين، لن تستطيع إسرائيل منح تغطية  حتى هادئة وسرية، للنظام الحالي. ومن جهة أخرى، علينا أن نشرح لأولئك الذين هم الآن في قمة هرم السلطة في مصر، أنهم كلما أجلوا موعد الانتخابات لشتى مؤسسات الحكم، سيكون من الصعب منحهم التغطية المطلوبة.
  • إن العلاقة الجيدة مع مصر هي أحد أهم الاعتبارات التي تقوم عليها السياسة الخارجية والأمنية لإسرائيل. ويجدر التذكير بسحب سفير مصر لدى إسرائيل بسبب عملية عمود السحاب، وبأنه لا يزال في القاهرة حتى الآن. فالعداء لإسرائيل قائم في أوساط الإخوان المسلمين والمتظاهرين العلمانيين على السواء برغم أنه ليس همّهم الرئيسي.
  • وإذا أسفرت الانتخابات المصرية عن حكومة مستعدة للتباحث معنا، فسينبغي التفكير معاً بنشاطات تخفض منسوب العداء لإسرائيل. ولا يجوز أن تكون المساعدة الأميركية لمصر هي السبب الوحيد لاحترام اتفاقية السلام بين الجانبين، فلدى إسرائيل حلول عديدة لمساعدة مصر في مجالات الزراعة والمياه وغيرها.
  • ليس هناك سبب يمنع مصر من الاستفادة مما في وسعنا عرضه عليها. ومما لا شك فيه أن اتفاق سلام إسرائيلي- مصري، يفضي إلى تحقيق مبادرة السلام العربية سنة 2002، وفي إثر ذلك إلى فتح سفارات لدول العالم العربي والإسلامي في إسرائيل، سيؤدي إلى تغيير ملحوظ جداً في نظرة المصريين لإسرائيل.

ثالثاً: منع تحول سورية إلى دولة يصعب حكمها

  • تكمن مصلحتنا الرئيسية بالنسبة لسورية بمنع تحولها إلى دولة من دون سلطة فاعلة، وبمثابة مغناطيس يجذب المتشددين الإسلاميين على اختلافهم. بالطبع، لا يمكن أن نؤيد استقراراً مهما كان الثمن وعلينا رفع الصوت عندما تحدث هناك جرائم فظيعة على أيدي نظام بشار الأسد ضد شعبه. لكن هذا لا يعني أن إسرائيل تفضل حكومة معينة في سورية على غيرها.
  • إسرائيل محقة في حذرها الحالي، وعليها أن تكون حذرة في المستقبل أيضاً، لأن كل إشارة تصدر عن القدس بالنسبة للشأن السوري تتحول فوراً إلى بيان دراماتيكي في دمشق، وليس فقط فيها. فلا شك أن الجهد المبذول لمنع انزلاق الصراع الداخلي في سورية إلى حدودنا، واستقبال جرحى سوريين في مستشفيات إسرائيل، وأخذ مواقف واضحة منددة باستخدام الأسلحة غير التقليدية، جميعها أمور صحيحة. لكن بالإضافة إليها، ينبغي بذل جهد لمواجهة مرحلة "الما بعد".
  • وبعد انتهاء الحرب وسكوت أصوات المدافع، وعندما ستبذل جهود دولية لإعادة إعمار سورية، تقضي مصلحة إسرائيل في اقتراح شروط معينة سيتعيّن على النظام السوري تلبيتها.
  • إن القصف الصاروخي الأميركي المركز ضد النظام السوري من شأنه أن يجعل الأسد يفكر مرتين قبل استخدام ترسانته من الأسلحة الكيميائية، لكن هذا القصف لن يحسم المعركة ولن ينقذ سورية.
  • وعلى إسرائيل أن تكون بعيدة النظر أكثر وأن تقترح على الولايات المتحدة إطلاق "مشروع مارشال" لإعادة إعمار سورية منعاً لتحوّل هذه الدولة إلى "الرجل المريض على اليرموك".
  • فإذا تحولت سورية إلى ما يشبه الصومال أو أفغانستان أو اليمن، ستجد إسرائيل نفسها في وضع معقد للغاية. وعلينا بالتالي أن نبذل ما في وسعنا للحيلولة دون ذلك باستثناء التدخل في أتون الصراع الداخلي في سورية.