تحدث إبراهيم سليمان، الأميركي ـ السوري المقرب من الحكم في دمشق، والذي اشترك في الاتصالات غير الرسمية التي جرت بين شخصيات إسرائيلية وسورية، في مقابلة خاصة أجرتها معه "يديعوت أحرونوت" في منزله في إحدى ضواحي واشنطن، عن اللقاءات التي جرت على حد قوله بعلم جهات على أعلى المستويات في عاصمتي البلدين. وقال سليمان: "جميع رؤساء الحكومات الإسرائيلية، بدءاً برابين في عام 1993، كانوا يعلمون بوجودي. كنت أعمل من وراء الكواليس، ولم أظهر في وسائل الإعلام حتى الآن. هذه أول مرة تُجرى فيها مقابلة معي".
خلال العامين الماضيين كان سليمان يجتمع مع ألون ليئيل ومسؤولَيْن أوروبيين رفيعي المستوى ويتباحث معهم في إعداد وثيقة تفاهمات إسرائيلية - سورية. وبحسب قوله، أضرّ تسريب الوثيقة خلال الأسبوع الجاري بالقدرة على دفع هذا الموضوع إلى الأمام بصمت.
ويقول سليمان: "لا أعتقد أن المفاوضات العلنية بين سورية وإسرائيل ستؤدي إلى أي مكان. لقد حاولوا ذلك طيلة عشر سنوات بواسطة دنيس روس.... لكن الإعلام لا يسمح بتحقيق أي تقدم".
ورداً على سؤال عما إذا كان سليمان يتحدث باسم السوريين، أجاب: "أود أن أوضح لك الآن أنني لا أتحدث باسم سورية، انني لا أمثلها.... لدي الكثير من الأصدقاء في إسرائيل وسورية وأميركا، لكني أعمل بصمت وأعتقد أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو حل جميع المشكلات بهدوء.... لا يجوز أن تتدخل وسائل الإعلام، لذا أصبت بخيبة أمل كبيرة عندا نُشر عملنا. أنا فخور بما أنجزنا، أعتقد أننا أنجزنا الكثير، لكننا لسنا ممثلين رسميين".
وعلى الرغم من تأكيد سليمان أنه فرد ولا يمثل حكومة دمشق، فهو لا يخفي علاقاته الشخصية الودية بوزير الخارجية السوري وليد المعلم. وعلى حد قوله، كانت دمشق تعلم بالاتصالات وباركت التفاهمات التي جرى التوصل إليها، مع أنها لن تعترف بذلك علناً.
ورداً على السؤال: ما مغزى محادثات يجريها أفراد من دون حصولهم على موافقة (رسمية)، أجاب: "كانت نتائج جهودنا تنقل إلى السوريين وإلى شارون أيضاً، الذي بارك عملنا. على مدى سنتين التقينا في أوروبا ثماني مرات وحاولنا أن ندوّن ما تريده إسرائيل وما تريده سورية. زرت سورية برفقة المندوب الأوروبي سبع مرات. إنني أعلم أن وثيقتنا نقلت إلى شارون، مثلما نقلت إلى السوريين. وفي ختام كل لقاء كان ألون ليئيل يعطي ديوان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية الورقة التي جرى استخلاصها. لقد علموا بكل شيء. وأنا كنت أنقل المضمون إلى أصدقائي في سورية. تحدثت إلى وليد المعلم، وهو كان يعلم أنني ألتقي إسرائيليين. لكنني مواطن أميركي".
ويروي سليمان أن سورية، كخطوة لبناء الثقة، اقترحت، قبل ثلاثة أشهر، تقديم مساعدة خاصة لإسرائيل، في موضوع رفض الكشف عنه. ويقول: "كانت تلك خطوة لبناء الثقة طُبخت على أعلى مستوى في دمشق. وقام مسؤول أوروبي رفيع بعرضها على يورام توربوفيتش، اليد اليمنى لأولمرت، وتحمسوا لها. اقترحنا عليهم أمراً لم يكونوا يحلمون به، وأبدوا حماسة. وبعد أسبوع وصلت رسالة إلكترونية من إسرائيل تقول انهم غير معنيين بالأمر. أفترض أن واشنطن كان لها يد في ذلك ومنعته".