· يعود رئيس الحكومة إيهود أولمرت، اليوم، إلى البلاد. ويوم الأحد تصل كوندوليسا رايس، هذه المرة، بمبادرة منها. وتسعى رايس لتعزيز قوة أبو مازن (محمود عباس). لأن دعم أبو مازن هو ما تبقى من السياسة الأميركية في منطقتنا. وتبدو رايس حائرة فيما إذا كان يتعيّن عليها أن تبادر إلى عملية سياسية جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين، تحمل توقيعها. وهي تعتمد إلى حد كبير على حسن نيات أولمرت ، لأنه إذا عرقل العملية السياسية فليس هناك احتمال أن يؤيدها الرئيس بوش. وداخل هذه التركيبة يبرز الاحتكاك بين أولمرت ووزيرة خارجيته، تسيبي ليفني. فهذه الأخيرة تدفع في اتجاه عملية سياسية.
· يشكل الفلسطينيون الضلع الرابع في هذه الدراما. وسبق لليفني أن التقت سلام فياض، وزير المال السابق وأحد المقربين من أبو مازن، ثلاث مرات. وقد سارع أبو مازن إلى الاستفسار عما إذا كان أولمرت موافقاً على خطة ليفني، وقد جاءه الجواب من ديوان أولمرت أنهم لا يعرفون شيئاً عن هذه اللقاءات ولا وجود لخطة معينة. وقد فهم الفلسطينيون مزاج أولمرت وتركوا ليفني وشأنها.
· صحيح أن أولمرت يواجه صعوبات في الحصول على تأييد في الشارع الإسرائيلي لكنهم في "المقاطعة" (الفلسطينية) يعتبرونه ملكاً. كل شيء بدأ بالمال. أما المنطق الكامن وراء كرم أولمرت فهو بسيط، ففي الوقت الذي تهرّب حركة "حماس" عشرات الملايين من الدولارات إلى غزة سيكون من السخف، من ناحية إسرائيل، أن تمنع أبو مازن من تلقي الأموال التي تخصه.