طلب معلومات عن أنظمة الدفاع الأميركية ضد الصواريخ دليل غير أكيد على فشل "حيتس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      إن الأخبار السارة، التي يتم نفيها بشدة طبعاً، هي أن المؤسسة الأمنية بدأت تشكك في الفاعلية المتوقعة لنظام صواريخ "حيتس". أما الأخبار السيئة فهي أننا سنضطر إلى تمويل نظم دفاعية ضد الصواريخ من إنتاج الولايات المتحدة علاوة على مواصلة استثمار مبالغ كبيرة في نظام "حيتس". وتدعي مصادر في إدارة "حوما"، المسؤولة عن الحماية ضد الصواريخ الباليستية، أن لديها ثقة كاملة في نظام "حيتس"، وأن الطلب الذي توجهت به إلى الأميركيين غايته الحصول على معلومات عن أنظمة الدفاع الأميركية أيضاً، وأن الغاية منه هي تطوير إمكانية القيام بـ "ربط عملاني" بين النظم الدفاعية الإسرائيلية والأميركية، إذا ومتى قرر الأميركيون نشرها في إسرائيل. وهو ادعاء غريب بعض الشيء، لأن تطوير النظم الأميركية مستمر منذ ما يزيد على العقد ولم يُطلب من الأميركيين حتى الآن نقل أي معلومات عن أدائها.

·      وبقدر ما هو معروف، لم تُبحث مسألة الدفاع الصاروخي في أي من عشرات التحقيقات التي أجريت حول  الحرب الأخيرة في لبنان. وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي  نشر في بداية الحرب، بكثير من الجعجعة الإعلامية، شبكات صواريخ "حيتس" في صفد وحيفا، لكن لم تنفذ حتى محاولة اعتراض واحدة للصواريخ التي أطلقها حزب الله. والجواب واضح : نظام "حيتس" غير قادر على مواجهة هذه الصواريخ، وهو ما كان يعلمه طبعاً سلاح الجو المسؤول عن تشغيل النظام.

·      إذا كان "حيتس" غير فعال في مواجهة التهديدات الآتية من الشمال (النظام، كما يعترف القائمون على تطويره، غير قادر على مواجهة الصواريخ السورية من طراز إس.إس- 21 التي تشكل التهديد الأخطر بسبب دقتها البالغة) والتهديد الصاروخي العراقي لم يعد قائماً، فلماذا نحن بحاجة إليه؟ رد الجيش والمؤسسة الأمنية هو أن الغاية منه هي اعتراض الصواريخ النووية الإيرانية، إذا أصبح هناك صواريخ كهذه.

·      والواقع أن هذا هدف مهم، لأن التهديد البالستي النووي يمس الوجود [الإسرائيلي] ومن المهم إحباطه. لكن المشكلة هي أن التهديد البالستي النووي لا يمكن إحباطه باستخدام نظام الدفاع الصاروخي. ومن اجل النجاح في درء الخطر النووي الإيراني يجب اعتراض جميع الصواريخ الإيرانية التي ستطلق على إسرائيل، لأن ثمن سقوط صاروخ نووي واحد على منطقة غوش دان (وسط إسرائيل) لا يمكن أن تتحمله إسرائيل. لكن حتى لو عمل نظام "حيتس" في وقت الحرب بمنتهى الفاعلية ومن دون أي خلل، فلن يكون في مقدوره سد الأجواء بإحكام، وسيخترق بعض الصواريخ الستار الدفاعي.

·      إن الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية يتجاهلان تماماً ضرورة توفير رد على الفشل الاستراتيجي الأساسي الكامن في السياسة الدفاعية التي تبنياها ضد الصواريخ النووية. ومثلما لم يطالب الجيش الإسرائيلي بتقديم تفسير لفشله في اعتراض صواريخ حزب الله، فإنه معفي أيضاً من شرح الخطأ في استعداده لاعتراض الصواريخ الإيرانية.

·      إن الاهتمام الذي تبديه المؤسسة الأمنية بالنظم الدفاعية الأميركية المضادة للصواريخ ليس أكثر من محاولة لأولئك المسؤولين عن الحماية من التهديد البالستي الإيراني لإعداد عذر أو دليل براءة  في حال عدم نجاح "حيتس" ، كما هو متوقع، في مواجهة التهديد الإيراني بالفاعلية اللازمة. وإذا نشرت هنا نظم أميركية وفشلت هي أيضاً، كما هو متوقع، فسيكون من المستحيل الإتيان بمزاعم ضد الجيش الإسرائيلي.

·      وإذا كان مراقب الدولة يعتزم التحقيق في عملية صنع القرار في ما يتعلق بمشروع "حيتس" فمن الجدير به أن يسأل لماذا هذا الاهتمام المفاجئ للجيش والمؤسسة الأمنية بنشر نظم أميركية للحماية من الصواريخ في إسرائيل؟