إسرائيل تحاول البقاء بعيدة عن الأضواء كي لا تضر بتشكيل ائتلاف للهجوم على سورية
تاريخ المقال
المصدر
- لو ترك الأمر لإسرائيل، لما جرى الكلام بتاتاً عن التحضيرات التي تجري قبيل الهجوم الأميركي على سورية. ومما لا شك فيه أن صور آلاف الإسرائيليين الذين يتهافتون على مراكز البريد التي توزع الأقنعة الواقية من شأنها أن تخدم في هذه المرحلة الدعاية السورية.
- لكن هناك أموراً لا يمكن ولا فائدة في إخفائها، فخلال الأيام المقبلة سيجري تحريك المنظومات المضادة للصواريخ ("القبة الحديدية" و"باترويت" و"حيتس" من وسط البلد إلى الشمال)، وأقر المجلس الوزاري أمس استدعاء الاحتياطيين بأوامر طارئة موقعة من وزير الدفاع. ومن المنتظر أن ترد تقارير قبل يوم السبت تتحدث عن وضع الفرق العسكرية في شمال إسرائيل وفي سلاح الجو بحالة استنفار، وعدم إعطاء إجازات لهم حتى خلال عيد الغفران.
- لقد تلقى وزراء الحكومة تعليمات واضحة بعدم التطرق إلى الموضوع السوري، كما منع الجيش الإسرائيلي ضباطه من الحديث في ذلك. وتهدف إسرائيل من هذا الى البقاء بعيدة عن الأضواء كي لا تعرقل الاتصالات الجارية من أجل تشكيل ائتلاف دولي للهجوم على سورية ستشارك فيه السعودية والأردن.
- كيف كانت تبدو الأمور أمس؟ الهجوم على سورية مؤكد، وسوف يكون محدوداً، لكن إذا رد الأسد، فإن ذلك سيؤدي إلى توسيع العملية. وفي حال أطلق الأسد النار على إسرائيل، فإنه سيدفع الثمن من خلال هجوم إسرائيلي واسع. ونُقلت رسائل بهذا المضمون إلى الأسد من خلال روسيا.
- وبالنسبة للجيش الإسرائيلي، فإن الاستعدادات التي اتخذت أمس لا تدل على حالة حرب حقيقية. وكانت قيادة الأركان شهدت في الأيام الماضية نقاشات طويلة قبيل الهجوم الأميركي مع التشديد على الجبهة الداخلية. لكن لم يجر رفع درجة التأهب رسمياً.
- ولا تزال تقديرات الجيش الإسرائيلي على حالها، وهي أن احتمال أن يهاجم الأسد إسرائيل رداً على هجوم أميركي ضئيل. لكن على الرغم من ذلك، من الصعب معرفة كيف ستتطور الأمور ولا يمكن المجازفة. ومع أن هجوماً سورياً أو من جانب حزب الله على إسرائيل ليس أكيداً، فإن الخطر موجود. ولا يمكننا أن نستبعد تماماً احتمال أن يقصف الأسد إسرائيل بسلاح كيميائي، ولا سيما إذا شعر أنه على وشك أن يخسر حكمه وحياته.
- إن السيناريو الأكثر إثارة للقلق هو أن تخرج الأمور عن السيطرة وتتطور إلى قتال في الشمال وقصف على وسط إسرائيل. والتقديرات أنه خلال ثلاثة أو أربعة أيام ستنتهي هذه المسألة من دون أن تتدخل إسرائيل في هذه الجولة من القتال.