· من دون الدخول في مسألة هل يجب مهاجمة إيران أم لا، التي لا يستطيع الاجابة عليها إلا كبار المسؤولين، فإنه يتعين علينا أن نعترف على الأقل تجاه أنفسنا بأنه على الرغم من مشاعر الاستياء لدينا من ردة فعل العالم على المشكلة الإيرانية، فالأكيد أن ما يفعله العالم من أجلنا في الموضوع الإيراني هو أكثر بكثير مما قد نفعله نحن من أجل العالم.
· فعلى سبيل المثال، هل سبق ورأينا إسرائيل تشارك في فرض حظر على دولة أخرى يمكن أن يسبب لها خسارة مالية؟ وها نحن اليوم نشاهد الدول الغربية والولايات المتحدة وأستراليا تقف في مواجهة إيران ومستعدة لتحمل خسائر كبيرة في اقتصاداتها من أجل محاربة الخطر الإيراني.
· ورغم التزام إيران بتصدير الإسلام الشيعي، وهي بذلك تشكل خطراً على العالم بأسره (بما في ذلك روسيا و الصين اللتان تقومان اليوم بتغطيتها)، إلا إن الخطر المباشر لإيران هو ضد إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك فإن أجزاء كبيرة من العالم تشارك في الحظر المفروض على إيران. لذا فنحن ندين لهذا العالم بالشكر الكبير.
· ويبدو أن المسألة المطروحة حالياً على النقاش في الولايات المتحدة بين الديمقراطيين والجمهوريين وبين الجمهوريين أنفسهم ليس ما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة نفسها أن تقود المساعي الآيلة إلى القضاء على نظام آيات الله في إيران، وإنما ما إذا كان عليها السماح لإسرائيل بمهاجمة إيران. وفي ضوء هذا الجدل، من المحتمل أن تقرر أميركا السماح لنا بمهاجمة إيران وحدنا، وستقول لنا.. أنتم أردتم ذلك؟ افعلوا ما تشاؤون، لكن لا تتوقعوا تدخلاً أميركياً. هل نحن قادرون فعلاً على مهاجمة إيران وحدنا؟ قد يستطيع نتنياهو وباراك الاجابة على هذا السؤال أفضل مني.