قال جون ديفيس، نائب المدير العام لوزارة الخارجية البريطانية ومنسق السياسة الخارجية ضد إيران، في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن ثمة تركيزًا في الوقت الحالي على تشديد وطأة العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة على إيران، وإن ثمة احتمالاً كبيرًا لأن تؤدي هذه العقوبات إلى كبح البرنامج النووي الإيراني، لكنه في الوقت نفسه أكد أن ذلك لا يعني استبعاد خيار شن هجوم عسكري عليها.
وجاءت تصريحات ديفيس هذه في مستهل الزيارة التي بدأها أمس (الثلاثاء) لإسرائيل، والتي تهدف إلى إقناع الرأي العام الإسرائيلي بأن العقوبات المفروضة على إيران تحقق النتائج المرجوة، وبأنه يجب التركيز على تشديد وطأتها. وقد أكد ديفيس على ضرورة عدم تضييع مزيد من الوقت، لكنه أضاف أن من الأفضل إيجاد حل لمشكلة البرنامج النووي الإيراني من خلال العقوبات لا من خلال الخيار العسكري.
تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا تؤيد التلويح بشن هجوم عسكري على إيران لكبح برنامجها النووي، وذلك خلافًا للولايات المتحدة التي تعارض حتى التلويح بشن هجوم كهذا.
وقد تفاقمت حدّة التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذا الشأن، حيث نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس (الثلاثاء) أن مصادر حكومية رفيعة المستوى في إسرائيل تشعر بالغضب الشديد جرّاء محاولات مسؤولين أميركيين كبار التشكيك في جدوى شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران، وأشارت إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعرب عن هذا الغضب في أثناء اللقاء الذي عقده الأسبوع الفائت مع توم دونيلون، مستشار الأمن القومي لدى رئيس الولايات المتحدة، مؤكدًا أن واشنطن تتعامل مع إسرائيل كما لو أنها هي سبب المشكلة وليس إيران.
وأكدت الصحيفة الأميركية أن إسرائيل غضبت كثيرًا أيضًا من التصريحات التي أدلى بها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتين ديمبسي في سياق مقابلة أجرتها معه شبكة التلفزة الأميركية "سي. إن. إن" قبل نحو عشرة أيام، وقال فيها إن إيران تعتبر "لاعبًا عقلانيًا"، وإن أي هجوم عسكري إسرائيلي على إيران سيكون بمثابة خطوة غير حذرة، وربما لن تجدي نفعًا، فضلاً عن أنها ستقوّض الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
