مصدر إزعاج اسمه نفتالي بينت
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- نفتالي بينت هو من المبادرين في مجال التكنولوجيا الفائقة، من "رعنانا" ومن الذين نجحوا في جمع ثروة كبيرة. وهو خريج وحدة المغاوير التابعة للاستخبارات، وزعيم حزب البيت اليهودي، ووزير الاقتصاد والتجارة، ومن أبرز وجوه "السياسة الجديدة".
- ولنفتالي بينت عدة وجوه، لكنه قبل كل شيء مصدر إزعاج، إزعاج للحكومة التي تظهر أنها تحاول التوصل إلى اتفاقية سلام؛ وإزعاج للدولة التي تسعى بقواها المتبقية إلى تسوية نزاع تاريخي. إنه مصدر إزعاج لكل مواطن إسرائيلي يريد العيش في مكان أفضل.
وتحت مظهر المحب للعشرة، نفتالي بينت في المحصلة الأخيرة خادم أمين لمرسليه الفعليين: جمهور المتدينين - المستوطنين. فهو في صفته الرسمية وزير للاقتصاد والتجارة، لكنه عملياً وزير للمستوطنات. فهو يستخدم تكتيك التظاهر بالبراءة الذي يلامس الغباء العنصري في الكثير من الأحيان. ففي اجتماع مجلس المستوطنات "يشع"، [قال بينت] إنه "لا يفهم الذين يتجرأون على القول إن "الاحتلال يفسد"، ويرددون طيلة النهار كلمة احتلال، احتلال.. أي احتلال هذا؟"، وأضاف أنه "لم تكن هنا يوماً من الأيام دولة فلسطينية". وأنهى كلامه بالمثل الذي شبّه فيه جيراننا بـ"الشظية في المؤخرة". - وأثناء نقاش مسألة تحرير الأسرى الفلسطينيين، قال بينت "إذا قبضنا على إرهابيين، فينبغي ببساطة قتلهم". وتفاخر بقوله "إنني قتلت العديد من العرب في حياتي، ولا مشكلة في ذلك". وأما بالنسبة لقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على المستوطنات الإسرائيلية فسماه "انتحاراً اقتصادياً"، وهدّد بوقف التعاون العلمي مع أوروبا.
- وأول من أمس، أوضح بينت في مقابلة أجرتها معه القناة السابعة [التابعة للمستوطنين] أن [الحكومة الإسرائيلية] ستبدأ إعلان مناقصات لبناء وحدات سكنية [استيطانية] جديدة في القدس قريباً. وقال إنه "من دواعي المفارقة الساخرة أن البناء في القدس توقف. لكننا سنقوم بحل هذه القضية في الأيام القريبة الآتية.. حرصنا على عدم تجميد البناء في المستوطنات. سيتواصل البناء.. وستصدر في الأيام المقبلة مناقصات جيدة من حيث حجمها".
- بينت قال كل ذلك على الرغم من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه خلال أشهر المفاوضات ستعلن الحكومة الإسرائيلية بناء ألف وحدة سكنية فقط في الكتل الاستيطانية الكبرى.
- بيد أن بينت ليس معنياً بتعهدات رئيس حكومته، وهو يعتبر مع باقي وزراء "البيت اليهودي"، أي مع وزير الإسكان أوري أريئيل، أن مهمته هي بسط السيادة اليهودية من البحر إلى النهر. ويزعم أنه لن يستقيل من الحكومة بسبب مسار المفاوضات [مع الفلسطينيين] لأنه لا يعتقد أنها ستؤدي إلى اتفاقية، وفي المقابل يقوم بتخريب المسار.
- وختم بينت كلامه "لن نكون شركاء في حكومة تجمّد البناء في بلادنا". وعليه، يبدو أنه لم يعد لنتنياهو أي خيار سوى التأكد من أن بينت لن يكون جزءاً من الحكومة.