· تبيّن لي من أحاديث أجريتها أخيراً مع عدد من المسؤولين في ألمانيا أن المستشارة أنجيلا ميركل التي بدأت أمس (الاثنين) زيارة رسمية إلى إسرائيل برفقة 15 وزيراً ونائب وزير، على استعداد لأن تقف إلى جانب إسرائيل على نحو مطلق باستثناء موضوع واحد هو القضية الفلسطينية.
إن ميركل لا تفهم ما الذي يقصده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عندما يتحدث عن حل الدولتين، وفي الوقت عينه يشجع استمرار أعمال البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
· وسبق لها عدة مرات أن قالت في أحاديث مغلقة، إن نتنياهو لا يحرص في الحديث معها على قول الحقيقة في كل ما يتعلق باستمرار أعمال البناء في المناطق [المحتلة]. وبناء على ذلك، تعتقد ميركل أن واجب إعادة الثقة بينها وبين رئيس الحكومة ملقى على عاتق نتنياهو.
· وليس سراً أن العلاقات الشخصية الحميمة بين ميركل وإيهود أولمرت خلال رئاسته للحكومة الإسرائيلية، كانت على مستوى رفيع يبدو أن نتنياهو ما زال بعيداً عنه بعد الشرق عن الغرب.
· إن الزيارة الحالية لمستشارة ألمانيا الى إسرائيل تتيح إمكان طرح مسائل أخرى تتعلق بالعلاقات بين الدولتين على جدول الأعمال، ففضلاً عن استعداد القيادة الألمانية للاستجابة لحاجات إسرائيل الخاصة في مجالات الأمن مثل بناء ست غواصات [نووية] تشكل حسب ما نُشر في وسائل الإعلام الأجنبية جزءاً من قوة الردع النووية الإسرائيلية، والتعاون غير المسبوق مع أجهزة الاستخبارات، ثمة مسألة مفتوحة تتعلق بالأجيال الألمانية الجديدة.
· فالأصوات التي تعبّر عن الرغبة في وقف الالتزامات الخاصة التي يعود سببها إلى ما ارتكبته ألمانيا النازية بحق اليهود، تحتل مكاناً واسعاً في الخطاب الألماني. وهناك تطلع إلى التعامل مع إسرائيل مثل أي دولة أخرى تريد أن تنتمي إلى أسرة الدول التي تحافظ على حقوق الإنسان.
في ضوء ذلك، فإنه عندما تقوم وزيرة الثقافة الإسرائيلية ليمور ليفنات بالمزايدة على رئيس البرلمان الأوروبي من على منصة الكنيست بسبب إقدامه على توجيه انتقادات إلى إسرائيل بلغته الألمانية، فإن الألمان ببساطة سيشعرون بالإهانة ولن يكونوا مستعدين لأن يديروا الخدّ الأيسر.