قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه سيقوم الشهر المقبل بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة لعقد لقاء قمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، والاشتراك في المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك [اللوبي اليهودي الصهيوني في الولايات المتحدة]، وزيارة وادي السيليكون للصناعات التكنولوجية العالية (High tech.) في لوس أنجلوس.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته كتلة "الليكود- بيتنا" في الكنيست بعد ظهر أمس (الاثنين)، أن لزيارته هذه أربعة أهداف هي أولاً وقبل أي شيء إيران.
وأشار في هذا الشأن إلى أن إسرائيل تهدف إلى منع إيران من امتلاك أي قدرة على إنتاج أسلحة نووية، وأكد أن من المهم التذكير بأن إيران لم تغيّر شيئاً في سياساتها، إذ إنها ما زالت مستمرة في إعدام الأبرياء وقمع حقوق الإنسان ومساندة وتنظيم المجازر التي يرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أنها تزوّد المنظمات "الإرهابية" بالأسلحة وتعمل ضد دول كثيرة في المنطقة.
وأوضح نتنياهو أن الأمر لا يقتصر على ان ايران لم تغيّر سياستها، ولكنها أيضاً تقوم باستفزازات. فالحاكم الحقيقي في إيران وهو [المرشد الروحي] علي خامنئي، أطلق هجوما شديد اللهجة على الولايات المتحدة، ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف وضع إكليلاً من الزهور على ضريح "الإرهابي" عماد مُغنية، وأكبر استفزاز هو بالطبع إرسال سفينتين حربيتين إيرانيتين إلى المحيط الأطلسي. فضلاً عن ذلك، فإن إيران مستمرة في رفضها أي محاولة لنزع قدراتها على تخصيب اليورانيوم وتفكيك ولو جهاز طرد مركزي واحد.
وشدّد نتنياهو على أنه يود أن يوضح للرئيس الأميركي أن سياسة حكومته واضحة، وأنها مصرّة على أن يتم أولاً كشف النقاب عن السياسة الحقيقية التي تمارسها إيران وتستمر في ممارستها من دون هوادة، وأنه لن يجوز لدولة "إرهاب" مثلها أن تمتلك القدرة على إنتاج أسلحة نووية، ومغزى ذلك هو صفر أجهزة طرد مركزي وتفكيك القدرات الأخرى على التخصيب.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن الهدف الثاني لزيارته هو مناقشة العملية السلمية [مع الفلسطينيين]. وقال: "إننا مستمرون في الجهود الرامية إلى دفع العملية السلمية قدماً، وأود أن أبيّن أن مصالحنا واضحة: نحن نصرّ على حقنا التاريخي في وطن الشعب اليهودي، ونصرّ على إنهاء هذا النزاع بشكل حقيقي وعلى الاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي وهي دولة إسرائيل وإلغاء ما يسمى بـ"حق العودة" [للاجئين الفلسطينيين]. وبالطبع نصرّ على تدابير أمنية تضمن أمن المواطنين والدولة مستقبلاً". وشدّد على أن هذه المطالب والمصالح واضحة في المرحلة الحالية وفي أي مرحلة سابقة ولاحقة.
وقال نتنياهو إن الهدف الثالث للزيارة هو الدفع قدماً بالاقتصاد الإسرائيلي وأساساً في مجال التكنولوجيا. وأضاف: "زارني اخيراً مبادر تجاري شاب مختص في مجال السايبر، وقال لي إن هناك مكانين في العالم في ما يتعلق بالسايبر هما وادي السيليكون وتل أبيب. فقلت له: أضف إلى ذلك بئر السبع، وهذا يتحقق الآن. إنني أنوي أن أواصل ما قمنا به في منتدى دافوس من تشجيع الشركات الجديدة والكبرى التي تعمل في وادي السيليكون وأيضا الدول العظمى على الوصول إلى إسرائيل والاستثمار فيها والقيام بمشاريع مشتركة. وينبغي أن أقول إن هناك استجابة كبيرة ومهمة لذلك. وهذا سيدفع التكنولوجيا الإسرائيلية إلى الأمام في كل المجالات وعلى رأسها مجال السايبر الذي نحتل فيه حالياً مكانة رائدة في العالم وننوي أن نكون ضمن الدولتين أو الدول الثلاث الرائدة في العالم في هذا المجال، وهذا هو بمثابة عامل يضاعف قوة دولة إسرائيل".
وختم رئيس الحكومة بأن الهدف الرابع للزيارة هو تشجيع السياحة إلى إسرائيل، مشيراً إلى أنه سيشترك في الولايات المتحدة في عرض فيلم عن السياحة الى إسرائيل أنتج بمساعدة وزارة السياحة.