نتائج الانتخابات الأخيرة أثبتت فشل التحالفات بين الأحزاب الكبيرة وأن اليسار الإسرائيلي لم يمت
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       من الصعب أن يكون أحد هذا الصباح محل بنيامين نتنياهو، فإلى جانب الصفعة التي تلقاها تكتل ليكود - بيتنا، والأخطاء الكثيرة التي ارتكبها نتنياهو ومستشاروه، وخيبة الأمل من نتائج الانتخابات، فإن رئيس الحكومة اليوم في وضع لا يُحسد عليه. فمن جهة هناك يائير لبيد، ومن جهة أُخرى هناك الحريديم، ومن جهة ثالثة هناك نفتالي بينت، وجميعهم يريد المشاركة في الائتلاف الحكومي، فهل هذا ممكن؟

·       لا أريد اقتراح أي نوع من الائتلافات الحكومية، فأنا أترك هذا لرئيس الحكومة الذي حصد اليوم ما زرعه، وذلك عندما رفض هو والذين من حوله، أن يفهموا أن الاحتجاج الاجتماعي [الذي برز في صيف سنة 2011] لم يمت، وأنه سيعود إلى الظهور في يوم الانتخابات عندما يحين وقت الحساب.

·       ويمكننا اليوم استخلاص بعض الخلاصات الأولية لنتائج الانتخابات، منها: أن تكتل الأحزاب لا يضمن بالضرورة زيادة قوتها الانتخابية، وأن احتفال نتنياهو وليبرمان قبل ثلاثة أشهر كان سابقاً لأوانه.

·       الخلاصة الثانية هي أن في الإمكان تأسيس حزب جديد مثل حزب يش عتيد، من دون شعارت واضحة أو أجندة حقيقية، ومن دون وجوه عسكرية أو رجال أعمال، والفوز بنحو 18 ـ 20 مقعداً. إذ كان يكفي رفع شعارين غامضين مثل الاهتمام بالطبقة الوسطى، والمطالبة بتجنيد الحريديم، كي يفضّل الناس الممثل السابق لبنك هابوعليم، يائير لبيد، على شيلي يحيموفيتش التي خاضت طوال أعوام حرباً حقيقية من أجل البروليتاريا.

·       الخلاصة الثالثة هي أن الجمهور الإسرائيلي، على عكس كثير من الصحافيين الذين يشجعون الفساد في المؤسسات، لا يحب أعضاء الكنيست والوزراء الفاسدين. فقد أثبت بالأمس أنه أكثر تعقلاً واتزاناً من هؤلاء الإعلاميين، وهو لم يصوّت إلى جانب ليكود - بيتنا. صحيح أن ليبرمان لم يظهر تقريباً عن قصد طوال الحملة الانتخابية، إلاّ إن الجمهور لم ينسَ الاتهامات بالفساد الموجّهه ضده.

·       وينطبق هذا الكلام أيضاً على آرييه درعي. فقد أظهرت هذه الانتخابات أن الجمهور السفاردي [الممثل لليهود الشرقيين] لا يحب المجرمين [في إشارة إلى زعيم الحزب آرييه درعي الخارج من السجن بعد اتهامه بالفساد]، وهو يخجل من التماهي معهم.

·       الخلاصة الرابعة هي أنه كان من المبكر إعلان موت اليسار الإسرائيلي، إذ ثبت أن في إسرائيل يساراً حقيقياً لا يحب المداهنة ولا يخجل من النضال من أجل السلام والدفاع عن حقوق الأفراد، يساراً يتحدث من دون خوف ويقول كلاماً حاداً وواضحاً. وقد بات لهذا اليسار اليوم زعيمة هي زهافا غالئون التي أثبتت أنه من خلال استخدام الوسائل الصحيحة، ومن دون مناورات قذرة، يمكن مضاعفة قوة ميرتس، واستعادة دعم نحو 100 ألف مؤيد للحركة.

·       لقد أثبت الجمهور أنه ليس أحمق، فقد أبعد 60 نائباً عن الكنيست، وفتح الباب لدخول 60 نائباً جديداً. وعندما نمعن النظر في قوائم المرشحين نرى أن الجمهور لم يرتكب خطأ في اختياره، فالذين خرجوا من الكنيست كان عليهم، في أغلبيتهم، أن يعودوا إلى منازلهم منذ وقت طويل.