من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· وأخيراً اتضح السر، فخلال أعوام طويلة كانت هناك مؤشرات تدل على رفض بنيامين نتنياهو إخلاء مستوطنين من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. في سنة 2011 قال رئيس الحكومة أمام الكونغرس الأميركي إنه حتى لو تحقق السلام، فستبقى المستوطنات الإسرائيلية الموجودة ما وراء الخط الأخضر. وفي سنة 2013 قال سكرتير الحكومة السابق تسفي هاوزر في مقابلة مع "هآرتس" إن فكرة إخلاء مستوطنين باتت من الماضي. وألمح عدد من المستشارين والمساعدين إلى الحاجة إلى أفكار مبتكرة تتعلق بالمستوطنات. لكن في هذا الأسبوع فقط وفي نهاية السنة الخامسة للولاية الثانية لرئيس الحكومة، تجرأ نتنياهو على قول الأمور بوضوح. فهو لن يدمر مستوطنات ولن يخلي مستوطنين يهوداً، إذ إن السلام في نظر نتنياهو سلام من دون اقتلاع ولا هدم ولا جرافات، إنه سلام يبقي ضمن حدود فلسطين مئات الآلاف من الإسرائيليين.
· إن مطالبة نتنياهو الجديدة ببقاء المستوطنين في منازلهم، من شأنها أن تؤدي إلى أحد أمرين: إما انهيار مفاوضات السلام واتهام إسرائيل بذلك؛ أو اضطرار إسرائيل إلى قبول فكرة يوسي بيلين الجديدة بشأن [قبول إسرائيل] لاجئين مقابل [قبول فلسطين] مستوطنين في دولتهم. والنتيجة في الحالين ستكون معادية للصهيونية. ففي الحال الأولى ستكون إسرائيل عرضة للعزلة السياسية الخطيرة، وفي الثانية ستتعرض للضعف بسبب تدفق مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين إليها. فإذا كانت الحقائق التي فرضها المستوطنون على الأرض لا عودة عنها، فإن هذا سيحول الصهيونية إلى ما هو ضدها. وإذا كان المشروع الاستيطاني مشروعاً متيناً لا عودة عنه، فمعنى ذلك أن السيادة الإسرائيلية هشة وقصيرة العمر.
· إن الذي يهدد الصهيونية اليوم ليس القومية العربية ولا النضال الفلسطيني، ولكن النتائج الكارثية للتيارات المسيحانية اليهودية.
· إن بقاء المستوطنات في أماكنها سيضطر إسرائيل إلى القبول بحق العودة، ومقابل بقاء إيتمار ويتسهار سنضطر إلى قبول عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى حيفا ويافا واللد.
· فهل هذا كان الحلم الصهيوني لغوش إيمونيم [حركة استيطاينة متدينة] للصهيونية؟ كلا. لكن هذا سيكون الثمن الذي سندفعه كلنا مقابل الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها.