يعلون قال علناً ما يعتقده نتنياهو في سريرته
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      لو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زعيم حقيقي، لكان اتصل بالإدارة الأميركية واعتذر عن الأقوال التي صدرت عن وزير الدفاع في حكومته موشيه يعلون الذي هاجم بشدّة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ولبادر على الفور إلى استدعاء يعلون ووبخه لما قاله باعتباره أكثر مسؤول في إسرائيل يعرف مبلغ اعتماد الدولة على الولايات المتحدة، ولكان أصدر بياناً يعرب فيه عن تحفظه التام من أقوال يعلون وعن تأييده الكامل لالتزام كيري إحراز تسوية سياسية إسرائيلية - فلسطينية.

·      ولو كنا نعيش في وضع ينطوي على علاقات عمل سوية بين رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس الولايات المتحدة، لكان نتنياهو درس الأمر بصورة مغايرة، واستقر رأيه على الاتصال بالرئيس باراك أوباما للاعتذار عن أقوال يعلون، ولما كانت وزارة الخارجية الأميركية تصدر بيان تنديد شديد اللهجة بهذه الأقوال مؤكدة أنها مسيئة وغير لائقة.

·      وعلى ما يبدو، فإن المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية يدركون أن ما قاله يعلون علناً هو ما يعتقده رئيس الحكومة نتنياهو في سريرته. 
لا شك في أن النقد الموضوعي للوساطة الأميركية جزء غير منفصل عن اللعبة الدبلوماسية. غير أن النقد الشخصي لمسؤول بعينه لا لمسألة ما، يظل مرفوضاً على الإطلاق، ويستحق تنديداً شاملاً كما فعلت واشنطن. 

·      إن الشخص الذي لقبه وزير الدفاع بأنه موسوس ومسياني هو وزير خارجية الولايات المتحدة، الدولة التي استعملت 51 مرة حتى الآن حق النقض [الفيتو] في مجلس الأمن الدولي لإحباط قرارات معادية لإسرائيل. إن كل الذنب الذي اقترفه كيري هو أنه يرغب في إحلال تسوية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. فهل هذه مصلحة عليا لسكان تنيسي وبنسلفانيا، أم هي مصلحة عليا لإسرائيل أولاً وقبل أي شيء؟

·      علينا أيضاً أن نأخذ في الحسبان أن الولايات المتحدة تنفصل أكثر فأكثر عن منطقة الشرق الأوسط لأسباب شتى، منها الاستقلال المطلق عن نفط هذه المنطقة، وعدم جني فوائد كبيرة من الأحلاف في العالم العربي، ونقل الاهتمام إلى منطقة الشرق الأقصى. 

·      إن نتنياهو غير مذنب قطّ في هكذا مسار، وعليه أن يعمل قدر المستطاع كي يكون هذا المسار بطيئاً لا أن يسرّعـه كما فعل وزير دفاعه.