[أجرت الصحيفة مقابلة طويلة مع العميد تَمير يَدعي قائد فرقة يهودا والسامرة في الجيش الإسرائيلي، رأى فيها أنه على الرغم من زيادة الحوادث المخلة بالنظام في صيف 2013، فإن هذا لا يعني أن الضفة الغربية على عتبة انتفاضة ثالثة. نقتطف في ما يلي أبرز ما جاء فيها]- ما سبب الحديث عن انتفاضة جديدة؟- الانتفاضة بالمفهوم الذي أفهمه ليست مطروحة لا على جدول أعمالنا ولا على جدول أعمالهم. وفي تقديري أن الزعامة الفلسطينية لا ترغب أن تقود المجتمع الفلسطيني إلى هذا المكان.- ماذا سيحدث إذا انهارت المفاوضات السياسية؟- نحن نستعد لمجموعة واسعة من الاحتمالات، فهذه هي مهمتنا. لكن يجب علينا أن نفرق بين التقدير والاستعداد. لقد قلت إنه في تقديري حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام، فإن هذا لن يؤدي إلى نشوب انتفاضة ثالثة. لكن على الرغم من ذلك، نحن نستعد لمواجهتها وكأنه جرى إعلانها رسمياً، أي اننا نضع الخطط العملانية ونتسلح ونجري التدريبات ونحضر قواتنا. والمقصود هنا هو برنامج منظم بدأ منذ أكثر من سنة، وجرى تسريعه في الأشهر الأخيرة في ظل التخوف من أننا قد نكون على عتبة موجة جديدة من العنف لم تحدث حتى الآن.- لماذا يتحدث السكان في منطقتك عن فقدانهم الشعور بالأمان؟- يجب التمييز بين المشاعر والوقائع. فالمشاعر لها طابع شخصي. المرأة التي تعرضت للسلب على محور معين، والرجل الذي تعرض لزجاجة حارقة على محور آخر، لا بد أنهما يشعران بشعور سيئ. لكن إلى جانب هذه المشاعر هناك الوقائع، ويجب أن نضع الأمور في حجمها الطبيعي.- هل ما زالت حركة "حماس" تحاول القيام بهجمات؟- لاحظنا في الفترة الممتدة بين نيسان/أبريل وتموز/يوليو زيادة في عدد محاولات "حماس" القيام بعمليات من غزة وعبر تركيا، من خلال الأسرى الذين أطلق سراحهم في صفقة شاليط وجرى ابعادهم. لكن لحسن الحظ أحبطنا جميع هذه المحاولات. وعندما تصلنا معلومات عن تحضيرات أو نية للقيام بهجمات نتحرك ضدها على الفور. لكنني لا أخدع نفسي بالقول إننا نعرف كل شيء دائماً، ففي أي لحظة قد نفاجأ بهجوم.- مثل الهجوم الذي وقع في بات يام؟ [العثور على عبوة في باص جرى تفكيكها قبل انفجارها]- نعم، على الرغم من أن البنى التحتية للجهاد الإسلامي أقل "خطورة" من تلك التي تستند إليها "حماس".ومن أهم التهديدات التي شغلت الجيش الإسرائيلي في الأعوام الأخيرة خطر الجهاد العالمي. وقد بدأ في الفترة الأخيرة الاهتمام بهذه المسألة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] في ظل تصاعد نشاط الدعاة المتشددين، ومحاولات تجنيد نشطاء يؤمنون بهذه الأيديولوجيا التي تحرك اليوم عشرات الآلاف من الناس في الشرق الأوسط.وحول هذا الموضوع يقول يَدعي إنه حتى هذه اللحظة لا وجود حقيقياً لهذا الخطر على الأرض، لكنه يحذر من أن انتهاء الحرب في سورية قد يؤدي الى تسريح مقاتلين يبحثون عن تحد جديد، ومن المحتمل أن يتدفق العديد من هؤلاء عبر الأردن إلى السلطة الفلسطينية بهدف زعزعة النظام ومحاربة إسرائيل مباشرة.وفي رأيه أن هذا السيناريو يقلق كثيراً السلطة الفلسطينية التي توظف الكثير من الجهود من أجل فرض سلطتها من خلال أجهزتها الأمنية، مشيراً إلى أن مستوى التنسيق مع السلطة الفلسطينية جيد جداً، وهناك تعاون وثيق بشأن كل ما له علاقة بمحاربة الإرهاب.- هل تصف الوضع بأنه هادئ؟أنا أصف ما يجري على الأرض، ولا أعتقد حالياً أن هناك سبباً قد يدفع بالفلسطينيين إلى الجنون. ولست واثقاً من أنهم يريدون العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل عشرة اعوام مع الفوضى والجثث في الشوارع. مَن يسير اليوم في شوارع رام الله يشاهد إشارات المرور التي تعمل ومطاعم المكدونالد ومقاهي ستاربكس ومحلات زارا للألبسة. وعندما يعود الفلسطيني في رام الله إلى منزله ويشاهد الصور الحية من سورية، لا شك عندي في أنه لا يفضل أن يعيش مثل هذا الوضع.
قائد الفرقة العسكرية في الضفة الغربية: لن تنشب انتفاضة ثالثة
تاريخ المقال
المصدر